تؤكد مواقف السعودية دائماً أنها بيت العرب الكبير الحاضن لأزماته ومشكلاته وتعثراته، وتبقى الأزمة السورية أحد أهم تلك الأزمات لما لها من انعكاسات أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية على المنطقة؛ لذا فقد بذلت المملكة جهوداً كبيرة لحلحلة الأزمة السورية وإعادتها إلى الحضن العربي من خلال زيارة وزير الخارجية السعودي لدمشق وصولاً لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، ويتضح ذلك جلياً في ترحيب مجلس الوزراء في جلسته، التي عقدت أمس (الثلاثاء) برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، والذي أكد على أهمية استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، ويعد ذلك تأكيداً على حرص السعودية على دعم كافة الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سورية وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي، ويحقق الخير والنماء لشعبها الشقيق. ولعل القمة العربية التي تستضيفها المملكة في جدة 19 مايو الجاري، كفيلة بإعادة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية، وإيجاد حل سياسي يخفف من معاناة سورية على الصعيدين السياسي والإنساني.