أقر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن مصر تواجه صعوبات مع فرار الكثير من السودانيين إليها بسبب الصراع الدائر في بلادهم، مؤكدا أنها ستتأثر حتما بالأزمة إذا استقبلت المزيد من السودانيين في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها بالفعل بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وكشف السيسي في مقابلة أوردتها صحيفة «أساهي»، اليابانية، اليوم (الثلاثاء)، أن مصر تستضيف بالفعل ما بين 8- 9 ملايين شخص ليس فقط من السودان، ولكن أيضا من ليبيا وسورية واليمن ودول إفريقية أخرى. وحذر من أن المنطقة كلها يمكن أن تتأثر بالصراع الذي يشهده السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، معبرا عن رغبته في التوصل لوقف إطلاق نار وتشكيل حكومة مدنية. وقال الرئيس المصري إن القاهرة تسعى لوقف النار في السودان وتثبيت ذلك، مضيفا أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على رفض التدخل في شؤون الدول واحترام مبدأ السيادة وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، موضحاً الجهود التي تبذلها مصر لوقف وتثبيت إطلاق النار وتهيئة المناخ للحوار السلمي واستكمال المرحلة الانتقالية، لتجنيب الشعب السوداني المخاطر الإنسانية المتفاقمة للنزاع. من جهته، جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال لقاء مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني السفير دفع الله الحاج، على موقف مصر الثابت والمُعلن من الأزمة السودانية، والداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها، لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وتضميد الجراح وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة. وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السفير أحمد أبو زيد: «إن مصر حريصة على التعامل مع الأزمة الحالية في السودان باعتبارها شأناً داخلياً». وأوضح أن وزير الخارجية نقل إلى المبعوث السوداني قلق مصر البالغ من استمرار الوضع الحالي في السودان، وأنها لن تألو جهداً في سبيل مساعدة الأشقاء في السودان على تجاوز تلك المحنة انطلاقاً من إيمانها الراسخ بوحدة المصير والتاريخ المشترك بين شعبي وادي النيل.