يعد صالح سعد بن عبدالله المنصوف، من أوائل الخطاطين الذين لا تزال بصماتهم محفورة حتى اليوم. فقد كان أول من خط بيديه الشهادتين في الراية السعودية الخضراء، زمن الملك فيصل رحمه الله عام 1962 وتشرف بكتابة عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على بيرق التوحيد، وراية المملكة الرسمية منذ زمن الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، إذ كانت تتقدم الجيوش، وتعتلي هامات، وتكتب حالياً تطريزاً بالمكائن الحديثة. ولم يتوقف عن شغفه بالرسم وحبه للإبداع واستمر بتنمية موهبته وهوايته بالرسم إلى أن وافته المنية، ولا تزال أعماله شاهدة على إبداعه في مجال الرسم والخط العربي. ولد المنصوف في الرياض، وتعلم وعمل بها وتولى مناصب إدارية عدة، إذ بدأ عمله الحكومي في معهد إمام الدعوة والمعهد العلمي ثم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مديراً لإدارة العلاقات العامة إلى أن تقاعد. وحاز على شهادة الدبلوم في الخط العربي والزخرفة الإسلامية من معهد الخطوط العربية التابع لإدارة التربية والتعليم التي تستلزم إتمام أربعة أعوام. ورحل رحمه الله يوم الجمعة 10 مارس 2023 عن عمر يناهز 86 عاماً، إثر تعرضه لوعكة صحية، وتشوقت أسرة المنصوف لو امتد به العمر ليشهد الاحتفال بيوم العلَم 11 مارس، كونه انتقل إلى رحمة الله قبل ساعات من تدشين المناسبة الوطنية. شهد زملاء المنصوف له بتفانيه في خدمة الوطن، وكان أباً حنوناً معطاء لأبنائه وأحفاده، رزقه الله بثمانية من البنات والأبناء، حريصاً على العلم وتعليمهم وغرس ذلك في قلوبهم ليكونوا أعضاء فاعلين متميزين في خدمة وطنهم، وكان محباً لأهله واصلاً لرحمه ساعياً للخير وفياً لأصدقائه.