أعني ب«النقد الفاخر»، هو النقد بنوعيه السلبي والإيجابي الذي يرتقي بالمنقود للوصول إلى وجهته المرادة؛ فكراً وروحاً، وفق معايير معينة دون شخصنة. حين تقدم لأحدٍ نقداً (وإن كان سلبياً)، فإنه يهدف إلى تعديل طرحه أو فكرته؛ وعليك حينها كناقد البناء على نظرة شمولية واسعة مدروسة، ومعايير إيجابية، ولا يكون النقد محاطاً بالشخصنة البعيدة عن المضمون، فأفكار الآخرين ليس بالضرورة أن ترتقي لذائقتك. إن النقد العلمي يؤدي غرضه بفعالية كبيرة، إذ يقدم النموذج والمثال والقدوة والتجاوز، ولا يسبب جرحاً في المشاعر، ولا انتقاصاً من الكرامة، إذن؛ هناك فرق بين النقد لغرض الإصلاح والقذف والاتهام والتهكم والتهجم. أما «النقد الفاخر»، الذي بدأت به مقالتي وعنونتها عليه؛ فيراعي التثقيف على النقد بكل أشكاله وآلياته، وفي كل مجالاته المجتمعية، نحن نفعله لنستهدف ممارسة النقد بأصوله الصحيحة، وتجربته الممزوجة بالرقي، والسعي لثقافة النقد البناء التي أخاف اندثارها، وكحق متبادل أدعو إلى نقد فاخر ومن ثَم قبوله من الطرف الآخر.