تتميز إسطنبول، حيث تتقاطع قارتان، بالعديد من العادات الرمضانية الفريدة وغير العادية. وتعرف الثقافة التركية شهر رمضان باسم «سلطان الأشهر الإحدى عشر»، وهو شهر للتفكر والتحكم في النفس والعطاء والتفاني والصيام. ولكن هذا الشهر المبارك تتم مراقبته بطريقة خاصة، ولا سيما في إسطنبول. يبدأ شهر رمضان هذا العام بين 23 مارس و20 أبريل. يمكن للزوار إسطنبول في ذلك الوقت المشاركة في العادات والثقافات الرمضانية الخاصة بالمدينة ومشاهدة هذا الشهر المبارك في إطار يسعى الناس فيه للظهور بالمحبة والإحسان والتسامح. ترحب إسطنبول برمضان بتزيين المآذن. وتسلط هذه النقوش المضيئة الضوء على الأجواء الروحية لرمضان وتضيف لمسة جميلة إلى المشهد الفريد لإسطنبول. وتشكل مجموعة أخرى من العادات الرمضانية الرائعة والموثوق بها هي عادة ضرب طبول رمضان، إذ يمشي الموسيقيون في الشوارع قبل الفجر، ويضربون الطبول ويقرأون القصائد عن رمضان لإيقاظ الناس لتناول السحور قبل صلاة الفجر. الصيام في رمضان هو طقس يومي، يبدأ مع الأذان في وقت السحور، وينتهي مع صلاة المغرب وأصوات المدافع. يمتد الجانب الروحاني للصيام إلى لحظة الإفطار في المساء، إذ توضع على الطاولات الوجبات، وعادةً ما يفطر الضيوف بشرب قليل من الماء وبضع حبات زيتون أو تمور قبل المضي قدماً في تناول الوجبة. في حين تعكس طاولات الإفطار في منازل الإسطنبوليين وفرة شهر رمضان، تقدم المقاهي والمطاعم في المدينة قوائم غنية بالأطباق التقليدية، بما في ذلك خبز رمضان الطازج الذي يمنح المدينة عبيراً شهيّاً. تؤكد الصيامات التي يتم كسرها على طاولات الإفطار الجماعي في ساحات المدينة أهمية الوحدة والتحلي بالشهية والمشاركة. خلال رمضان، يمكن للزوار أن يشعروا بالسعادة الروحية عند كسر الصيام في إفطار جماعي أو العشاء في أحد المطاعم التي تقدم قوائم إفطار خاصة بالأطباق المحلية المختلفة. رمضان هو أيضاً وقت تأتي فيه بعض الأطباق الخاصة إلى الطاولات. وأكثر حلوى رمضان شهرة ربما تكون «جلاش»، وهي حلوى تركية. هذه الحلوى اللذيذة والرقيقة يعتقد أنها أسلاف «البقلاوة»، وتصنع بالحليب وماء الورد والرمان ونوع فريد من العجين. وتُعَدُّ صلاة التراويح، التي تُؤَدَّى في مساجد إسطنبول الرائعة بعد الإفطار، مناسبة أخرى تعزز مشاعر العبادة والمجتمع. وبعد الصلاة، يبدأ الترفيه التقليدي لرمضان في الساحات المختلفة وخصوصاً في سلطان أحمد، محيياً المدينة وسكانها، ويبرز في ساحات المدينة المحادثات الدينية والأدب الشعبي، الذي يجعل إسطنبول فريدة خلال شهر رمضان بالعديد من المواقع المقدسة في المدينة. ومن هذه الأماكن المقدسة: جامع أيوب الأنصاري الذي يضم قبر صاحب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري، وضريح أوروج بابا، حيث فُتِحَ صيام رمضان الأول؛ وتلة يوشع التي يُزعَم أنها تحتوي على قبر النبي يوشع، وضريح يحيى أفندي. ومن الأماكن التاريخية التي يمكن زيارتها خلال رمضان: آيا صوفيا، ومسجد السلطان أحمد الأزرق، وقصر توبكابي. كما يمكن رؤية وعاء شرب الماء وأثر قدم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مسجد الخرقة الشريفة طوال شهر رمضان. وفي العيد تحتفل إسطنبول بأول أيام عيد الفطر الذي يودع شهر رمضان الذي تم قضاؤه بسلام في العبادة مع صلاة العيد. في إسطنبول خلال عيد الفطر، سترى سكان المدينة على الطريق لزيارة كبار أقاربهم، يرتدون ملابس أنيقة ويحملون صناديق حلويات أو معجنات. بعد أن يجتمع الأقارب، يستمر عيد الفطر في حدائق ومناطق الترفيه في المدينة حتى يستطيع الأطفال الاستمتاع بحماسة العطلة. تقدم إسطنبول المواقع التاريخية والتجارب التقليدية والأنشطة الترفيهية بروح رمضان، وتنتظر ضيوفها في هذا الشهر الكريم.