كدر العيش والمشقة والصعوبات يجب ألا تكدر علينا لحظات الفرح بكل تفاصيله دون المساس بمشاعر وحريات الآخرين، لكن للأسف هناك من يقتل متعة الآخرين بقصد أو بغير قصد دون شعور أو إحساس.. هؤلاء الذين يحطمون السعادة لا يعرفون الفرق بين المتعة ولذة السعادة. «المتعة» شعور بالتمتع لوقت قصير نتيجة عوامل خارجية؛ غريزية أو سلوكية ونحوها.. أما «السعادة» فحالة ذهنية ومشاعر رضا عن الحياة تأتي من داخل النفس، تدوم في الغالب مدة أطول، فلماذا نقتلها؟!. من لم ينتبه لتصرفاته وتعاملاته مع الناس؛ يقتل متعة الآخرين دون أن يشعر، وعليه أن يراجع مشاعره وكلماته وردود أفعاله تجاه مجهودات وإنجازات الآخرين ولا يقلل من شأنهم. ثمة ثقافة تحتاج إلى تهذيب وتغيير؛ من يقتل متعة نفسه ويعكر صفو حياته بممارساته الخاطئة وكلامه السلبي؛ ليس من حقه إلغاء عيش اللحظة لدى الآخرين بتبديد المتعة والتلذذ بإنجازاتهم التي تسعدهم. ومن كان إيجابي الطباع مع من حوله لتكتمل سعادتهم ويستأنسوا بوجوده معهم؛ يزيد من فرحتهم ويشاركهم اللحظات الجميلة.. ومن يريد سعادة من حوله؛ عليه أن يكون مصدر الفرح والسعادة وجمال الحياة.. ومن يريد الشعور الجميل بفرح الآخرين؛ فليتخلَ عن معتقداته وأفكاره السلبية تجاههم، وليتخلص من الأحاسيس السيئة تجاههم. اجعل الآخرين يستمتعون بحرياتهم ولا تتحكم في قراراتهم، بل شاركهم بفرحك بها، وقدم لهم الهدايا، وكن مخلصاً وفياً لهم، فالفرحة التي تضعها في قلوبهم ستعود يوماً لتختبئ في قلبك عندما تحزن، فكن في حياة الآخرين مثل قطعة سكر حتى وإن اختفت تركت طعماً جميلاً. أخيراً.. كن شمساً تنير حياة غيرك، وعطراً يفوح بالخير في كل مكان؛ بيتك، عملك، المسجد، الشارع، فما أكثر من ينتظر لحظات من السعادة ينسى بها همومه وكبد العيش ومشقته، فأنت تُسعِد نفسك بذلك قبل أن تُسعِد غيرك.