ضبط مسافر باكستاني لمحاولته دخول المملكة بطريقة غير مشروعة    فرض عقوبات على 222 صاحب عمل وإيقاف وسحب تراخيص 36 مكتب استقدام    «أوبك» تنفي تصريحات «وول ستريت جورنال» المنسوبة لوزير الطاقة    بعد اجتماع مع بري وجنبلاط.. ميقاتي: متمسكون بتطبيق القرار 1701    دوري روشن: الاتحاد ضيفاً ثقيلاً على الاخدود والاتفاق يواجه الرائد    الاتحاد الآسيوي يعلن المرشحين لجوائز افضلية 2023    نائب أمير المدينة يقدم واجب العزاء لأسرة شهيد الواجب الجندي أول أكرم الجهني    شرطة تبوك تباشر واقعة صدم 3 أشخاص لمركبة وإركاب امرأة معهم    سقوط فوهليدار يكشف تدهور أوكرانيا    ولي العهد: المملكة قوة خير لكل ما فيه صالح البشرية    فتح صفحة جديدة في العلاقات السعودية - الكندية    أمير القصيم يكرّم عددا من منسوبي الشرطة    إسرائيل وإيران يدخلان خط التصعيد رغم المخاوف    خيسوس: انتصارنا بخماسية نظيفة لا يعني أن الخصم سهل    المملكة تفوز باستضافة مؤتمر الرابطة الدولية للمدعين العامين لعام 2026    تحت رعاية الملك.. انطلاق النسخة الثالثة من دورة الألعاب السعودية 2024 غداً في الرياض    وزير الاقتصاد والتخطيط يجتمع مع وزير الخزانة والمالية التركي    محافظ بيشة يرعى حفل الاحتفاء باليوم الوطني 94 بتعليم بيشة    مفتي عام المملكة يستقبل مفوّض الإفتاء بمنطقة جازان    «هيئة الصحفيين» تُعدّل نظام عضويتها.. تستمر لعام كامل من تاريخ الحصول عليها    العيسى في معرض «كتاب الرياض»: وثيقة مكة ترسي حقيقة الإسلام    اتفاقية شراكة بين كرة المناورة واتحاد الجامعات    عودة "المعرض السعودي للطيران العام" إلى الرياض في حلة جديدة في نوفمبر القادم    أمير القصيم يتسلم شهادة الأيزو العالمية في التميز الإداري لجمعية الإسكان الاهلية    أمير الشرقية يدشن حملة الشرقية وردية " 16 " للكشف المبكر عن سرطان الثدي    أكثر من 10 آلاف جولة رقابية تنفذها بلدية محافظة المذنب لتعزيز الامتثال    القيادة تهنئ رئيس جمهورية غينيا رئيس الدولة بذكرى استقلال بلاده    نائب أمير تبوك يدشن حملة التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية بالمنطقة    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُنفّذ "اليوم العالمي للزهايمر"    مجزرة إسرائيلية جديدة.. والاحتلال يقتحم خان يونس    معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024 يحتفي بمعارف وثقافات العالم من 6-17 نوفمبر تحت شعار "هكذا نبدأ"    الشيخي يحتفل بزواج نجليه    أمانة الشرقية تبدأ أعمال الصيانة لطريق الدمام - الرياض    هيئة الأمر بالمعروف تشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024م    27 ألف مستفيد من خدمات الرعاية المنزلية في "سعود الطبية"خلال 9 أشهر    ابتداءً من 3 أكتوبر.. الفصل في خلافات العمالة المنزلية ومن في حُكمهم عن طريق المحاكم العمالية بوزارة العدل    استمرار هطول أمطار رعدية على مختلف مناطق المملكة    «فيتش»: الأصول المدارة ستتجاوز 1.13 تريليون ريال في عامين    «الشورى» لجامعة حفر الباطن: فعّلوا الابتكار واستفيدوا من «ادرس في السعودية»    والد الشهيد أكرم الجهني ل«عكاظ»: نبذل الغالي والنفيس فداء للوطن    التعاون يتحدى القوة الجوية    عبر سلسلة تاريخية حافلة بالعادات والتقاليد.. المملكة تُجسد إرثها الثقافي في ارتباطها بالقهوة    المكتبات الخاصة.. والمصير المجهول    الرياض تستضيف أكبر تجمع في ( COP16).. السعودية تقود مبادرات مواجهة الجفاف في العالم    أمير الشرقية يثمن دعم القيادة للقطاع الصحي    «ميتا» تتيح مسح الأماكن وعرضها افتراضيا    «الغذاء والدواء»: توحيد معايير الحلال عالميًا    الحياة الزوجية.. بناء أسرة وجودة وحياة    محمد بن عبدالعزيز يستقبل قائد قوة جازان    أمير مكة المكرمة ونائبه يعزيان أسرتي الشهيدين في حريق سوق جدة    في الجولة الثانية لدوري أبطال أوروبا.. الريال في ضيافة ليل.. وبايرن ميونيخ للثأر من أستون فيلا    طريقة عمل سلطة البطاطس بالكزبرة والليمون والثوم    إطلاق مبادرة «عطاء القطاع الصحي الخاص»    بريطانيا: إصابة سفينتين بهجومين قبالة سواحل اليمن    الأمين الجديد لحلف الناتو.. تحديات جمة وترقب لفوز ترمب    المملكة.. الثبات على المبدأ    دبلوماسيون ومثقفون باكستانيون: "كتاب الرياض" يقدم تجربة مليئة بالإلهام والمعرفة    «كتاب الرياض» يحتضن ندوة عن الأمن الفكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انعقاد المؤتمر الأول للقيادات الدينية الإسلامية في أوروبا برئاسة أمين رابطة العالم الإسلامي
نشر في عكاظ يوم 15 - 03 - 2023

احتضنت العاصمة البريطانية لندن، المؤتمر الأول للقيادات الدينية الإسلامية في أوروبا، بمشاركة أكثر من 300 شخصية بين مفتٍ وقائدٍ دينيٍّ، برئاسة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، وبحضور برلمانيين وممثلين عن أتباع الأديان.
ويمثل المؤتمر تحوّلًا نوعيًّا في دعم تآلف القيادات الدينية الإسلامية الأوروبية وتوافقها، ويُسهم في توحيد الرأي في القضايا الكبرى للجالية الأوروبية المسلمة، ومعالجة أبرز قضاياها المُلحَّة.
وحقق المؤتمر في نسخته الأولى نجاحًا كبيرًا، تجسّد في مخرجاته الاستثنائية بالغة الأهمية، أبرزها: إعلان إنشاء هيئةٍ مستقلةٍ للمجتمعات المسلمة الأوروبية مقرها لندن، تشتمل على لجنةٍ للفتوى والإرشاد الديني، إضافةً إلى اعتماد «وثيقة مكة المكرمة» لتدريب الأئمة في القارة الأوروبية، والتحذير من اختزال الدين في أهدافٍ سياسيةٍ ضيقةٍ.
واستهلّ الدكتور العيسى كلمته الافتتاحية للمؤتمر، بالترحيب بقادة الجاليات الإسلامية في أوروبا، مؤكِّدًا أنَّ رابطة العالم الإسلامي تقوم بدورها العالمي ليتحقق من هذا اللقاء وأمثاله أهدافه المتطلع إليها، خصوصا العمل على مساعي الخير في سبيل جمع الكلمة وإيجاد الحلول.
ونوَّه باستثنائية هذا الحدث العالمي الذي تحتضنه العاصمة البريطانية؛ نظرًا لتميُّز حضوره، ولأهمية أهدافه المنصبَّة على توحيد الكلمة في القضايا الكبرى، مضيفًا «أن هذا المؤتمر استثنائيٌّ؛ نظرًا لكونه جَمَعَ المذاهبَ الإسلامية كافةً، فهو مؤتمرٌ جامعٌ حاضنٌ، يحتفي بالتنوُّع الإسلامي، لكنه يسعى لترشيده بحكمة الإسلام الرشيدة، ليكون ذلكم التنوعُ أكثرَ سلامة، ومن ثَمَّ أكثرَ عطاءً وتعاونًا لخدمةِ الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء».
وأوضح أَنَّ دين الإسلام دينُ الرحمة والعطاء والإحسان، بكُلّ ما تَحْمِلُهُ هذه القيم من معانٍ، ولا تفريق في هذا؛ فالجميعُ مشمولون بهذا المبدأ الأخلاقي الإسلامي الذي لا تزدوج معاييرُهُ على اختلاف الأديان والأعراق والألوان.
ونوّه العيسى برحابة الساحة الإسلامية، مؤكِّداً أن الاختلاف في الاجتهاد سعة في الدين، وإعجاز في التشريع؛ نجد أنموذجه في موسوعاتنا الفقهية؛ ولو قَصَرْنَا هذا التنوعَ الإسلاميَّ على اجتهادٍ معينٍ لكان الفقه الإسلامي في كُرَّاسٍ واحدٍ لا يتجاوزه.
وتناول العيسى الشرورَ التي تنشأ عن الفُرْقةُ والتناحُر، مؤكداً أنها أساءت للإسلام ابتداءً وانتهاءً، وأساءت كذلك لأصحابها، فضلًا عن تردِّي نتائجها.
وحذَّر من هذا السعي الباطل لتشويه الإسلام، وأنه ظُلمٌ له مهما تكن ذرائعه، فالعبرة بالمآلات، والعبرة بالنتائج، والإنسان يُحاسَب على خاتمته التي انتهى إليها أمرُه.
وقال: «إن العالِم الشرعي الراسخ والمفكر الإسلامي بحقٍّ هو داعية سلام ومحبة ووئام؛ يستوعب سُنّة الله تعالى في الاختلاف والتنوُّع بين البشر، ويحرصُ على سُمعة دينه وعلى سمعته كعالم، وسمعة المُكوِّن الديني الذي يشارك -من خلاله- غيره من أتباع الأديان والمذاهب والأفكار»، مضيفًا: «لا بد أن نؤكِّد -في جمعنا هذا- على أننا أمة تدعو لمحبة الخير للجميع وأننا أمة تحترم عهودها ومواثيقها».
وجدد العيسى التأكيد على أن «وثيقة مكة المكرمة» التي تعد أهمَّ وثيقة إسلامية في العصر الحديث، حملت في مضامينها رسائل الوعي لعموم الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن الدول الإسلامية أقرتها بالإجماع، ودعت إلى الإفادة منها في المؤسسات الدينية والثقافية والتعليمية.
توالت بعد ذلك كلمات المتحدثين في المؤتمر، أبرزها كلمة عضو البرلمان البريطاني الوزير والمبعوث الخاص لحرية الأديان في المملكة المتحدة رحمن شيشتي، حيث أثنى على الجهود التي تقدِّمها رابطة العالم الإسلامي لإيضاح الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين؛ ليصلَ للعالم أجمع الإسلام الحقيقي الذي يدعو للعدالة واحترام الإنسان، مُشيدًا بما حملته «وثيقة مكة المكرمة» حيث اهتمَّت بالتعايُش ودحضت الظلم ورفضت انتهاك حقوق الإنسان وغيرها من العناصر التي اقتبست من الإسلام الصحيح.
وأكَّد أن «وثيقة مكة المكرمة» حرصت على إيضاح حقيقة أن اختلاف الثقافات بين العالم لا يجب أن يكون سببًا للنزاعات، بل يجب أن يجمعَهم ويقويَ وحدتَهم وكلمتَهم، ولم تكتفِ بذلك، بل نصَّتْ أيضًا على أنَّ التعليمَ حقٌّ من حقوق الإنسان، صغيرًا أو كبيراً، ذكرًا أو أنثى.
فيما شدّدَ عميد مسجد باريس الكبير شمس الدين حفيظ، على الأهمية الكبيرة التي تحملها «وثيقة مكة المكرمة»، إذ إنها تتحدث عن دورنا في صميم المواجهة لتحديات عالمنا اليوم، كاشِفًا أنه سيتم استخدام بنودِ الوثيقة كافة في مسجد باريس الكبير.
وأكَّد أن خطابَ المسجد الكبير بباريس نفسه منذ تدشينه في 1926، وعلى اختلاف عُمدائه، يدور حول نشر الإسلام والإخاء الإنساني والتلاحم والحوار بين الأديان، فالإسلام يحتِّم علينا السلام، ويمنحنا الفرصةَ لرفع وعي الآخرين بأفعالِ الخير والعدالة التي يأمرنا الله تعالى بها.
من جانبها ألقت ناز شاه البريطانية -المصنَّفة بأنها من بين الشخصيات الإسلامية الأكثر تأثيرًا في العالم- كلمةً قالت فيها: «إن وثيقة مكة المكرمة تمثّل حقيقةَ الإسلام، فقد اتّفق علماء الأمة على أن تكون وثيقةً للسلام والانسجام والمحبة بين كلِّ البشر، وهذه هي رسالةُ ديننا الحنيف الحقيقية، مؤكِّدةً أن هذه الوثيقة استلهت محتوياتها من وثيقة المدينة المنورة التي أصدرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أول وثيقةٍ في التاريخ تؤكِّد على الحقوق الأساسية لجميع البشر من دون تمييز».
وأضافت: «إن وثيقة مكة تحارب أفكار التطرف والكراهية، وتدعو إلى كلمةٍ سواءٍ بين جميع البشر؛ وتعزِّز كل القيم والمبادئ التي نتمنى أن نراها في عالمنا اليوم، لكنّ هذا لا يعفينا من العمل الجاد، لجعل بنود تلك الوثيقة حقيقةً ماثلةً في مجتمعاتنا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.