لكل دولة تاريخ يشكل هويتها وانتماءها، تاريخ حافل بالأحداث والبطولات والتضحيات والإنجازات، فما بالنا عندما يكون الحديث عن المملكة العربية السعودية التي صنع مجدها الأجداد ورسّخ نهضتها الأبناء والأحفاد، و«يوم بدينا» حكاية التأسيس والاستمرارية إلى عصر النهضة والريادة والرؤية الذهبية، وهي مناسبة تاريخية وطنية تشرّف كل مواطن سعودي ينتمي إلى هذه الأرض الطيبة التي أرادها المؤسس أن تكون عربية الانتماء إسلامية العقيدة والحضارة وواصل الأحفاد العمل لتكون المملكة عاصمة الثقافة والريادة والانفتاح مع المحافظة على التراث والهوية. تأسيس المملكة وترسيخ مقومات الدولة يتمتع مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بحكمة بالغة وهو ذو بصيرة وفكر ثاقب، ويدرك تماما قيمة وجوهر تاريخ الدولة السعودية وأهمية الاحتفال بذكرى التأسيس باعتبارها مناسبة تؤرخ نقطة البداية والانطلاقة التي كرّس فيها الأجداد حياتهم لأجل هذه الأمة وهذا الشعب ومن أجل وجوده وبقائه وبناء دولة يحيا فيها بكل عزة وكرامة وسط مختلف التحديات والمخاطر، ومن هنا أصدر خادم الحرمين الشريفين أمراً ملكياً بتحديد يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، وليس هناك أبلغ من كلامه عندما قال بهذه المناسبة إن الاحتفال بها هو «اعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنّة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم»، ولا شك أن قيامها كان له أثره الكبير، من إرساء للوحدة والأمن والاستقرار في الجزيرة العربية التي كانت تواجه الكثير من التحديات الأمنية والسياسية، فالأمر لم يكن بهذه السهولة، فقد كانت مهددة بالتشتت والفرقة في ظل الحروب والصراعات آنذاك، واستطاعت الصمود أمام محاولات متكررة للقضاء عليها لكن جهود وتضحيات رجال هذه الدولة مكنتهم من استعادتها ليتم تأسيس الدولة السعودية الثانية، بل استمرت التحديات إلى أن مكّن الله للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319ه (1902م) تأسيس الدولة السعودية الثالثة وتوحيدها باسم المملكة العربية السعودية، بكل مقومات الدولة الحديثة، وعلى نفس الطريق سار أبناؤه من بعده ليرفعوا راية المجد خفاقة لحماية صرح دولة تاريخياً يمتد إلى ثلاثة قرون من الكفاح والنضال. لكل مرحلة رجالها.. الرؤية نهضة وريادة مع حلول يوم التأسيس نقف أمام التاريخ لنتذكر تراثنا وبطولات الأجداد، ولكننا أيضاً نقف عند الإنجازات التي تحققها المملكة العربية السعودية في عصرنا هذا، فنجد أنفسنا أمام بلد عامر رائد بالمشاريع الحيوية والتطور المذهل والكبير الذي تشهده المملكة منذ 7 سنوات من إطلاق رؤية 2030 التي أراد لها سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن تكون رؤية شاملة لكل المجالات والميادين. إن الرؤية الذهبية لولي العهد خلقت فارقاً كبيراً وشكلت قفزة نوعية ونهضة رسخت مقولة آرثر شوبهاور «الإرادة هي الفكرة والعزيمة هي الروح»، فنحن جميعاً نرى بأم العين التقدم الملحوظ والعمل والاجتهاد المشترك بين أبناء هذا البلد الطيب لتنفيذ وتحقيق هذه الرؤية المنيرة، التي آمن بها الأمير الطموح، وأراد أن يتشارك فيها كل أبناء الوطن وكان على يقين وثقة عالية بهذا الشعب العظيم الذي كان بدوره واثقا من عبقرية قائده، لتحقيق تنمية مستدامة لمستقبل أفضل. الرؤية اعتمدت 11 برنامجاً تنفيذيا لتحقيق الكثير من الإنجازات وفق 3 محاور أساسية تتعلق بمجتمع حيوي واقتصاد مزهر ووطن طموح، وفعلا فإن الرؤية تقطف ثمار جهودها منذ إطلاقها عام 2016، ليس هذا فحسب بل إن الرؤية شملت الجانب الأيديولوجي والفلسفي إضافة إلى الجانب الفكري لما له من أهمية كبيرة في عملية بناء النهضة، وعملت رابطة العالم الإسلامي بتوجيهات نيرة وجهود كبيرة من أمين عامها الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى على إنجاح هذه الرؤية من خلال إرساء أرضية خصبة لبناء الجسور بين مختلف أتباع الأديان والمذاهب الإسلامية والثقافات، فمن شأن الانفتاح والسير على قيم الإسلام الداعية إلى المحبة والتسامح ترسيخ الأمن والاستقرار ودعم عملية البناء والتقدم والريادة. المؤسس أراد أن تكون المملكة دولة عربية الانتماء إسلامية العقيدة الأحفاد واصلوا العمل لتكون المملكة عاصمة الثقافة والريادة والانفتاح نحن في بلد عامر رائد بالمشاريع الحيوية والتطور المذهل قادة الوطن رفعوا راية المجد خفاقة لحماية صرح الدولة