تكتسب القمة الأفريقية 36 والمنعقدة خلال اليومين الماضيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا طابعاً مختلفاً، نظراً للظروف الدولية وانعكاساتها على مجمل العلاقات والقضايا في الإقليم والعالم. جنباً إلى جنب القضايا والعلاقات الأفريقية الأفريقية والأفريقية الإقليمية. المستعمرون الأوروبيون، رغم الزوال الرسمي للاستعمار، لا يزالون يعتقدون أنهم الوريث الوحيد لأفريقيا وثروات أفريقيا، دون أن تشمل النظرة الاستعمارية العنصرية المتغطرسة الإقرار بالمسؤولية الأخلاقية الأوروبية التاريخية عما ارتكبته من جرائم وفظاعات بحق الإنسان الأفريقي والشعوب الأفريقية والتعويض المادي والمعنوي عن كل ذلك. لقد أبقت أغلب الدول الأوروبية مستعمراتها بصور متعددة رغم استقلال الدول الأفريقية، فكان الاستعمار بأشكال جديدة تواكب المرحلة، فكان آخر وجوه الاستعمار هو ما يسمى مكافحة الإرهاب في أفريقيا، حيث تم توجيه الاتهام مباشرة للفرنسيين بأنهم في الحقيقة هم من يدعمون الإرهاب وهم من يدعي مكافحته خاصة في الدول الأفريقية الغنية بالموارد الطبيعية التي يراد استغلالها من قبل المستعمرين الأوروبيين كي يبرروا من خلال هذا الإرهاب وجود شركات التنقيب الأوروبية عن الذهب والمعادن الثمينة والغاز والبترول وغيرها. لماذا لا تزال أفريقيا مغرية للقوى العالمية وحتى القوى الإقليمية إلى درجة أن الكيان الإسرائيلي حضر القمة الأفريقية دون دعوة مما اضطر المنظمين إلى طرد الوفد الإسرائيلي خارج القاعة؟ هل هذا التكالب على أفريقيا بسبب اقتصادها أم بسبب موقعها الإستراتيجي؟ ولماذا يتكالبون على أفريقيا ويتنكرون للأفارقة؟ فهل يمكن قراءة وفهم طرد الحاميات والقواعد الفرنسية مؤخراً من بعض دول الساحل في أفريقيا بأنه موجة التحرر الأفريقية الثانية؟ وهل سيكون تحرير أفريقيا هذه المرة أكثر نضجاً نظراً لارتفاع وعي الأفارقة بأساليب المستعمرين الأوروبيين؟ هل يمكن أن تكون التجربة الصينية الأفريقية والتجربة الروسية الأفريقية أكثر ضمانة للأمن الأفريقي وأفضل شراكة اقتصادية لأفريقيا، التي لا تزال تعد خزان العالم من الموارد؟ هل ينجح الصينيون والروس في حل المشكلات الأفريقية التي تسبب بها الاستعمار من ناحية أو تلك الناجمة عن الحروب الأهلية الطاحنة في بعض الدول الأفريقية؟ أين تقع المجموعة العربية من أفريقيا؟ هل يوظف ويستثمر القادة الأفارقة تهافت القوى العظمى على أفريقيا والتي عكستها قمة واشنطنالأمريكية الأفريقية والمشاريع الصينية في أفريقيا والنفوذ العسكري الروسي في أفريقيا هل يمكن أن يوظف الأفارقة ويستثمروا هذا التهافت في بناء قدرات أفريقيا الاقتصادية والثقافية؟ هل تنجح الدول العربية ببناء شركات ثنائية أو جماعية مع الدول الأفريقية وهي العلاقة التي ترتكز على ثلاثة مرتكزات تاريخية وجغرافية وثقافية؟ لماذا لا يتكامل المشروع الاقتصادي العربي والأفريقي؟ هل من الضروري حل الخلافات السياسية قبل التوافقات الاقتصادية؟ متى كانت السياسة طريقاً آمناً للاقتصاد؟ لماذا لا يتعلم الأفارقة والعرب من الاتحاد الأوروبي الذي تجاوز التاريخ الدموي ودخل في تحالفات اقتصادية أنست الأجيال الأوروبية صراعات أجدادهم وجعلتهم يتمترسون خلف ما يسمى بحلف الناتو خوفاً من تاريخهم الاستعماري المليء بالفظاعات والمذابح والانتهاكات لكرامة وحقوق الإنسان في أفريقيا وفي كل مكان؟