على وقع أزمة «المنطاد» الصيني، ووسط توتر شديد يسود العلاقات بين البلدين، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، اليوم (السبت)، أن الولاياتالمتحدة تدرس فرض عقوبات جديدة على شركات المراقبة الصينية بسبب مبيعاتها للقوات الإيرانية التي تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا لقمع الاحتجاجات. وبحسب المصادر، فإن السلطات الأمريكية تجري مناقشات في مراحل متقدمة بشأن العقوبات وتركز على شركة «تياندي تكنولوجيز»، وهي شركة تصنيع معدات كهربائية مقرها مدينة تيانجين الصينية باعت منتجاتها إلى وحدات تابعة للحرس الثوري الإيراني. وأفصح مسؤولن أمريكيون أن كلا من وزارتي الخارجية والخزانة تدرسان العقوبات المفروضة على "تياندي". وفي حال تنفيذ هذه الخطوة، فقد تعرض الشركة لخطر الانقطاع عن النظام المالي الأمريكي وتعطل قدرتها على ممارسة الأعمال التجارية بالدولار. ويجيء هذا الإجراء، بعد نحو 48 ساعة من أزمة متصاعدة بين واشنطنوبكين على خلفية رصد بالون ضخم في الأجواء الأمريكية، تقول الولاياتالمتحدة إنه «وحدة تجسس»، فيما تصر الصين على أنه «مخصص للبحث العلمي ودخل الأجواء الأمريكية بالخطأ». وكانت وزارة الدفاع الأمريكية رصدت مساء (الجمعة)، منطاد تجسس صينياً آخر يمر حاليّاً بأمريكا اللاتينية، فيما قال مسؤول أمريكي إنه لا يتجه حاليّاً إلى الولاياتالمتحدة. وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الجنرال باتريك رايدر: نشهد تقارير عن منطاد يعبر أمريكا اللاتينية، إنه منطاد تجسس صيني آخر، ومن غير الواضح بالضبط مكان وجود البالون فوق أمريكا اللاتينية. لكن مسؤولًا أمريكياً أخبر شبكة «سي إن إن»، أنه لا يبدو أنه يتجه حالياً إلى الولاياتالمتحدة. وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال إن الولاياتالمتحدة تواصلت مع الجانب الصيني بشأن المنطاد عبر العديد من القنوات، لافتاً إلى أن واشنطن مستمرة في مراقبة المنطاد عن كثب. واعتبر بلينكن أن المنطاد الصيني يمثل انتهاكاً للمجال الجوي الأمريكي والقانون الدولي، لكن واشنطن ستستمر في التواصل مع الصين عبر الطرق الدبلوماسية. وقال إن المنطاد الصيني مخصص للتجسس، إلا أنه شدد على أن «هدف بلاده الأول حاليّاَ إخراجه من مجالنا الجوي، مؤكداً أن اختراق المنطاد الصيني لمجالنا الجوي فعل غير مسؤول. ورغم تأجيل زيارة بلينكن إلى بكين إلى أجل مسمى، فإن الوزير الأمريكي، أكد أن الولاياتالمتحدة تأمل في «إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة» مع الصين، وأنه قد يتمكن من زيارتها مجدداً «حين تسنح الظروف».