لا يختلف اثنان على جسارة خطوات الدولة، ممثلة في وزارة الثقافة، لتطوير «جدة التاريخية»، مثل تحويل آثارها وبيوتها إلى منفعة عامة، اتساقاً مع المادة الثالثة لنظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، وتعزيزاً للتنمية المجتمعية للوطن عموماً، وهذه المنطقة المهمة في قلب جدة خصوصاً. القرار خطوة إيجابية لتنمية «جدة التاريخية» وتطويرها، لمواكبة تطلعات القيادة الرشيدة وتحقيق إستراتيجية وزارة الثقافة، الداعمة لتراث وآثار هذه المنطقة العريقة، ولا يمكن لعاقل أن يقف في وجه التطوير والتحديث لوطن متوثب يمر بنقلة عملاقة في كل قطاعاته، تستند على فكر مستنير يقوده عرَّاب رؤية 2030 الأمير محمد بن سلمان. القيادة حريصة على التطوير والتحديث لإرث جدة؛ ومن هذا المنطلق فهي تقدر الجهود الكبيرة لبعض ملاك البيوت التاريخية وسط جدة، والذين حولوها إلى متاحف أثرية، ومعالم مهمة لكل من يبحث عن المتعة الثقافية والتراثية في قلب العروس، مثل: «بيت نصيف»، و«بيت باعشن»، و«بيت المتبولي»، و«بيت باديب»، و«بيت الشربتلي» الذي تحول إلى منصة للفكر والثقافة وملتقى لأهل جدة، بعدما خضع للتطوير في أعقاب انضمام المنطقة التاريخية لقائمة التراث العالمي باليونسكو. واستكمالاً للدور الرائع لوزارة الثقافة في الحفاظ على هوية التراث وجذوره وأصوله التاريخية، نقترح النظر بعين الاعتبار إلى تسمية هذه البيوت التاريخية بعد تطويرها بأسماء ملاكها، وتشغيلها من قبلهم (كحق انتفاع)، تقديراً لما بذلوه من غالٍ ونفيس لتطوير المكان، لاسيما أنهم شركاء في مشروع التطوير العظيم، واستثمروا مبالغ كبيرة للمحافظة على هذا الإرث التاريخي المجيد لترك بصمتهم في جبين جدة التاريخية، وكرسوا جهودهم في إقامة البرامج الثقافية الفنية، وهم مستعدون للتعاون الفعال والمشترك والبناء مع وزارة الثقافة. أخيراً.. ولا أتصور أن ذلك بعيد عن أهداف الدولة ورؤيتها المباركة التي تعتبر القطاع الخاص عنصراً فعالاً في عملية التنمية الاقتصادية والثقافية، وأحد روافد التطوير والتجديد في منظومة التنمية الثقافية والفنية في بلدنا المعطاء.