احتفل مركز الحوار العالمي (كايسيد) مساء أمس (السبت) بتخريج دفعة أولى من برنامجه لزمالة الصحافة للحوار في المنطقة العربية في العاصمة الأردنية عمان بالتعاون مع مركز راصد، إذ بلغ عدد المشاركين 27 صحفيا من 11 دولة عربية. وسبق حفل التخريج الذي شارك فيه أمين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة مندوبا عن وزير الاتصال الحكومي المتحدث باسم الحكومة فيصل شبول وحضور قيادات دينية ومجتمعية بارزة، سلسلة من الورشات التدريبية التي امتدت لفترة خمسة أيام، ركز المدربون فيها على دور الإعلام كشريك في بناء السلام و تعزيز وتطبيق مفاهيم الحوار بين أتباع الأديان في المنطقة العربية، وترسيخ دور الصحافة الاستقصائية في تعزيز مفهوم الحوار، بالإضافة إلى كيفية معالجة أهداف التنمية المستدامة وتطبيق الفن من أجل الحوار وبناء السلام ودور الإعلام في صناعة السياسات وطرح الحلول. ونظم المركز فعاليات الورش التدريبية لبرنامج «كايسيد للزمالة الصحافة للحوار» بالتعاون مع منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي. ويعد هذا التدريب الثالث للبرنامج والأخير بعد سابقيه في تونس ولشبونة، حيث امتد لعام كامل، بهدف دعم الصحفيات والصحفيين وتوجيههم نحو تعزيز القيم الصحفية التي تتوخّى الدقة والإنصاف والموضوعية، واحترام التنوع العرقي والديني، وتعزيز مهاراتهم في سرد القصص وإعداد التقارير المتعلقة بقضايا التنوع الديني وبناء السلام في مختلف المجتمعات. وقال الأمين العام الدكتور زهير الحارثي على هامش حفل التخرج: «اليوم ونحن في نهاية عقد من الحوار نحو عالم أفضل نستطيع القول إن أحد الدروس المستفادة من خلال عملنا في السنوات الماضية على امتداد المنطقة العربية والعالم أنه لايمكن لنا مواجهة التحديات التي تعترض تعزيز التعايش السلمي وبناء التماسك الاجتماعي وعلى رأسها مواجهة خطاب الكراهية والعنف الناتج عنه، دون العمل يدا بيد مع الإعلام والإعلاميين»، وزاد:«هذه القناعة ترافقنا في كافة مشاريعنا في كل المناطق التي نعمل بها، وعليه سعينا وسنسعى دوما لبناء شراكة إستراتيجية مع الإعلام والإعلاميين كشريك أساسي في مسيرة الحوار وبناء مجتمعات سلمية وأكثر استدامة وبرنامج صحافة الحوار الذي نحن بصدد الاحتفاء به اليوم هو بداية الطريق في مسيرة طويلة لبناء هذه الشراكة». في المقابل، أكد مدير برامج كايسيد في المنطقة العربية وسيم حداد أن هذا البرنامج هو جزء أساسي من التزام المركز وشركائه في المنطقة بالتعاون مع الإعلام في العمل لتعزيز المواطنة والعيش المشترك ومواجهة خطاب الكراهية، وأضاف: «نأمل أن يكون هذ المشروع خير مثال على الدور الأساسي الذي نأمل جميعا أن تقوم به المؤسسات الإعلامية والدينية وبالتعاون مع المؤسسات المحلية والوطنية كشريك أساسي لصانعي السياسات خصوصا في الأوقات التي تعاني فيها المجتمعات من خضات كبيرة، بما لها من ثقل وتأثير كبير في التعامل مع هذه القضايا بمسؤولية كبيرة من موقعها المهم في المجتمعات ومن مسؤوليتها الإعلامية والدينية والوطنية والأخلاقية في بناء مجتمعات أكثر تماسكاً». وعقب تخرجهم قام الزميلات والزملاء بزيارة معهد الإعلام الأردني والاطلاع على مختلف مرافقه، حيث تضمنت الزيارة جلسة نقاشية حول دور الإعلام كشريك في بناء السلام مع عميدة المعهد الدكتورة ميرنا أبو زيد، لحق ذلك جلسة نقاش مغلقة في المجلس الأعيان الأردني، حيث ناقش الخريجين مع رئيس مجلس الأعيان دولة فيصل الفايز وذلك بحضور أعضاء اللجنة الإعلامية في المجلس الدور الذي يمكن أن يقوم به صانعو السياسات في دعم وتطوير إستراتيجيات إعلامية إقليمية تعمل على تعزيز الحوار ومكافحة خطاب الكراهية. يذكر أن برنامج زمالة الصحافة للحوار يهدف إلى معالجة حالات تغطية بعض وسائل الإعلام غير المهنية للقضايا الدينية والعرقية والنزاعات في المنطقة على مدى السنوات الماضية، التي أدت إلى تنامي خطاب الكراهية وتأجيج المشاعر العدوانية بين أفراد هذه المجتمعات ويهدف الى بناء جسور السلام وكسر حواجز الانقسام والتمييز.