عزا أطباء مختصون في طب الأسرة سبب ارتفاع الإصابات بفايروس الإنفلونزا الموسمية إلى تخوف البعض من الأعراض الجانبية للقاح. وشددوا في الوقت نفسه على ضرورة المسارعة لأخذ اللقاح الذي يقلل من الإصابة التي تصل مضاعفاتها إلى الالتهاب الرئوي. وأوضح استشاري طب الأسرة الدكتور بدر مدني، أن هذا العام يشهد ارتفاعاً ملحوظاً وواسعاً في الإصابة بفايروس الإنفلونزا الموسمية، واشتداد الإصابة بفايروسات الجهاز التنفسي العلوي، مرجعاً ذلك إلى مجموعة من العوامل، أهمها التخفيف من الإجراءات الاحترازية وضعف الإقبال على أخذ اللقاحات السنوية للإنفلونزا، خصوصاً أن اللقاحات من أنجح الطرق الوقائية الأولية، وينسب لها الفضل في القضاء على الكثير من الأوبئة الفتاكة، وتقليل الإصابات أو تخفيف حدتها في كثير من الأمراض المعدية الأخرى. ويعد لقاح الإنفلونزا آمناً تماماً، ويساهم في تخفيف حدة الإصابات بنسب عالية، إضافة لإمكانية تعاطيه لجميع الفئات العمرية مع التنويه بضرورة مبادرة كبار السن «أكثر من 65 سنة» والمصابين بأمراض مزمنة بأخذ اللقاح لما له من فوائد كبيرة في الحد من المضاعفات الخطيرة للفايروسات. من جانبه، أرجع أخصائي طب الأسرة الدكتور يحيى كردي، قلة أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية خلال العامين الماضيين إلى تخوف الناس من الأعراض الجانبية، علماً بأن الأعراض الجانبية ليست خطيرة واللقاح آمن وفعال وحيوي، ودحض الدكتور كردي، المعلومات المتداولة بأن اللقاح يسبب الإصابة بفايروس الإنفلونزا، إذ أكد أن المعلومة مغلوطة ولا صحة لها، مشيراً إلى أن البعض يكتفي بلقاح العام الماضي، ونظراً لأن الفايروس يتجدد بشكل دوري لا بد من أخذ اللقاح كل عام مع بداية دخول فصل الشتاء، مؤكداً أهمية اللقاح في منع الإصابة بالإنفلونزا بنسبة عالية، وأنه أهم وسيلة لمنع حدوثها، ويُقلل من الحالات التي تستدعي التنويم ويقُلل من نسبة الوفيات. غير المدخنين يصابون بالالتهاب.. أحياناً استشارية طب الأسرة الدكتورة شيماء الشريف، كشفت أن الإجراءات الاحترازية ضد كورونا ساهمت في التقليل من نسب الإصابة بفايروس الإنفلونزا الموسمية، التي تسبب العديد من المضاعفات للحوامل والصغار والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، إذ إن تداعيات الإصابة بفايروس الإنفلونزا الموسمية قد تؤدي إلى الالتهاب الرئوي حتى ولو كان الأشخاص غير مدخنين، وقد تسبب أيضاً التهاباً بكتيرياً. وتنصح الاستشارية شيماء الشريف الأشخاص بضرورة غسل اليدين للتقليل من الإصابة، خصوصاً أن موسم الشتاء تكثر فيه الإصابة بفايروس الإنفلونزا الموسمية. وعلى الاتجاه ذاته، يؤكد أخصائي طب الأسرة الدكتور سليمان كسار، أنه في هذه الفترة من العام، خصوصاً عند التقلبات الجوية، يكثر انتشار الإنفلونزا الموسمية، ويظن البعض أن الأعراض المصاحبة لها كالحرارة والوهن وألم العضلات والرشح وغيرها هي السبب الوحيد المقلق، ولا نعلم أنها قد تسبب تدهور الحالة الصحية، خصوصاً عند صغار السن تحت 5 سنوات، الحوامل، وكبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة، مشدداً على ضرورة أخذ اللقاح الموسمي عن طريق تطبيق صحتي، وأنه تطعيم آمن ومفعوله عالٍ يصل إلى الوقاية 80%، ويتحكم بالأعراض وتقليلها عن حدوث المرض، إضافة للحرص على نظافة اليدين وترك مسافة آمنة ولبس الكمامة. أهمية مراجعة الطبيب ويضيف أخصائي طب الأسرة بمركز الأمير عبدالمجيد الصحي بجدة الدكتور محمد جمعة، أن من أسباب العدوى فايروس ينتشر ويصيب جميع الفئات منتقلاً من شخص لآخر عن طريق استنشاق الرذاذ ولمس الأسطح الملوثة، فيتأثر الجهاز التنفسي ويصل إلى الرئتين، وعادة ما تكون الأعراض بين خفيفة وحادة وتصيب جميع الفئات العمرية، فيعاني من ارتفاع في درجة الحرارة مع الشعور بالقشعريرة والتعرق والصداع والسعال مع التعب والإرهاق ويلتهب الحلق ويعاني من سيلان في الأنف وألم في العضلات، وحتى لا تزداد المضاعفات لا بد من سرعة مراجعة الطبيب والخلود للراحة، خصوصاً لكبار السن الذين يعانون من الأمراض المزمنة والأطفال والحوامل، مشدداً على أهمية أخذ لقاح الإنفلونزا.