رغم موجة الغضب والعقوبات والإدانات بعد تنفيذ أول حكم، يبدو أن نظام الملالي مصر على المضي في طريق الاستفزاز وإثارة الرأي العالم العالمي ضده بعد أن استأنف عمليات إعدام الثوار. وقال النائب في البرلمان الإيراني والرئيس السابق لمحاكم الثورة في طهران موسى غضنفر آبادي، اليوم (السبت)، إن السلطات القضائية ستسرع عمليات تنفيذ أحكام الإعدام ضد من زعم أنهم «مشاغبون»، في إشارة إلى المتظاهرين. وأكد أن عمليات الإعدام ضد المتظاهرين ستزداد في الأيام القليلة القادمة. واعتبر آبادي في تصريحات لوسائل إعلام محلية إيرانية أن إعدام محسن شكاري كان محطة البداية، وتنفيذ أحكام الإعدام ستزداد وستصبح أكثر بروزاً خلال الأيام القادمة. وكانت السلطات القضائية الإيرانية أعلنت، (الخميس) الماضي، إعدام محسن شكاري البالغ من العمر 27 عاماً، ليكون أول متظاهر يتم إعدامه خلال الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام التي اندلعت في منتصف سبتمبر الماضي. وقال آبادي: هذه هي الخطوة الأولى للقضاء الإيراني وسيتم تقديم المحتجين إلى العدالة بسبب أفعالهم، زاعماً بأن المتظاهرين تسببوا بانعدام الأمن لدى الناس. وأفادت تقارير لوسائل إعلام رسمية إيرانية بأن سلطات الملالي أصدرت حتى الآن نحو 12 من أحكام الإعدام ضد متظاهرين في طهران وكرج وأصفهان. فيما كشفت منظمات حقوق الإنسان الدولية والإيرانية أن أحكام الإعدام الصادرة وصلت إلى نحو 28 حالة ضد المتظاهرين. وكان آخر حكم بالإعدام أصدرته السلطات الإيرانية ضد حميد قره حسنلو، أخصائي الأشعة، وهو أحد الأشخاص الخمسة الذين حكم عليهم القضاء بالإعدام، بذريعة المشاركة في قتل عنصر من قوات الباسيج. وفي خطوة للتعاطف مع عائلة الراحل محسن شكاري، أشعل بعض الإيرانيين الشموع أمام منزله تعبيراً عن تعاطفهم مع عائلته، وأظهر المواطنون معارضتهم لأحكام الإعدام بطرق مختلفة. في غضون ذلك، شهدت بعض مدن إيران من بينها العاصمة طهران، خروج احتجاجات شعبية الليلة الماضية وسط شعارات منددة بإعدام المتظاهرين. واستدعت الخارجية البريطانية الممثل الدبلوماسي لإيران في لندن وأبلغته احتجاجها للسلطات الإيرانية على خلفية إعدام شكاري. وقبل استدعاء السفير الإيراني في لندن، تم استدعاء السفير الإيراني في برلين إلى وزارة الخارجية الألمانية بسبب إعدام أول متظاهر أيضاً. وأدان المتحدث باسم جبهة الإصلاح في إيران، علي شكوري راد، إعدام محسن شكاري، وقال إن هذا الإجراء كان له أثر عكسي، وكان بمثابة «صب البنزين على النار». وأثار إعدام محسن شكاري موجة واسعة من غضب المتظاهرين، وأدانته مجموعة واسعة من الناس بشدة. وعبرت الملكة السابقة فرح بهلوي في رسالة عن تعاطفها مع أسرة محسن وأسر وأمهات أخرى حزينة، وطالبت شعب إيران ألا ينخدع بالحيل القديمة والفاشلة. وكتبت: نظام إيران المتعطش للدماء وقتل الشباب أودى بحياة شاب آخر في السجن هذه المرة.. محسن شكاري مثله مثل غيره من الشباب والشعوب في إيران.