أحبطت السلطات الألمانية ما وصفته ب«انقلاب عنيف»، وأعلن القضاء، اليوم (الأربعاء)، تفكيك شبكة لليمين المتطرف. ونفذ الآلاف من عناصر الشرطة الألمانية، مداهمة واسعة في ولايات عدة ضد خلية تابعة لحركة «مواطني الرايخ» كانت تخطط لانقلاب عنيف. وبحسب مدعين فيدراليين، فإن الشرطة الألمانية اعتقلت 25 شخصاً ينتمون ل«مجموعة إرهابية» يمينية، عقب عمليات مداهمة في أنحاء ألمانيا. وكشف المدعون أن الأفراد المعتقلين من حركة «مواطني الرايخ» اليمينية المتطرفة، ويشتبه في أنهم أجروا «استعدادات ملموسة»، تستهدف اقتحام البرلمان الألماني بالقوة، عن طريق مجموعة صغيرة مسلحة. يذكر أن حركة «مواطني الرايخ»، مؤلفة من أفراد ومجموعات صغيرة، وتنتشر في ولايات براندنبورغ ومكلنبورغ-فوربومرن وبافاريا. ولا يعترف أفراد الحركة بشرعية سلطات ألمانيا الاتحادية، وينسبون أنفسهم لكيانات وهمية مثل: «الإمبراطورية الألمانية الثانية» و«دولة بروسيا الحرة» أو «إمارة جرمانيا». وجرت العملية تحت اسم «سوكو» أو «الظل»، إذ فتش حوالى 3000 من عناصر الشركة، 137 عقاراً يملكها 52 مشتبهاً بهم، فيما نشرت صحف ألمانيا أنباء عن اعتقال 25 شخصاً. وأفصحت صحيفة «بيلد»الألمانية عن مصادر مطلعة أن الخلية المستهدفة تشكلت حول الأمير هنري الثالث عشر الذي يصنفه الأمن على أنه تهديد بسبب أفكاره المتطرفة، وعضوة سابق في البرلمان الألماني من حزب البديل من أجل ألمانيا «يمين متطرف، والقاضية بيرجيت م. كما ضمت أعضاء آخرين منهم السياسي البارز السابق في حزب البديل لأجل ألمانيا، كريستيان وبيتر. ومن بين أعضاء الخلية أيضاً، عنصر في قوات النخبة بالجيش الألماني خضع منزله ومكتبه في بادن فورتمبيرغ، للتنفيش خلال مداهمات اليوم. ووفق الصحيفة، جرى اعتقال المواطن الروسي فيتاليا ب، والألمان ألكسندر ك، وفرانك ر، للاشتباه في أنهم من المؤيدين للخلية اليمينية المتطرفة. وكان المحققون في برلين يتعقبون الخلية السرية المشكلة حول رجل يعيش في ولاية هيسن، منذ أشهر، إذ أبلغ المحققون عن الاشتباه في وجود «مجموعة مناهضة للدستور»، إلى سلطات الأمن الفيدرالية في نهاية أغسطس 2022. وقال مكتب المدعي العام الاتحادي، إن المتهمين ينتمون إلى منظمة إرهابية تأسست في نهاية نوفمبر 2021 على أبعد تقدير، والتي حددت لنفسها هدف إسقاط نظام الدولة القائم في ألمانيا واستبداله بشكلها الخاص من الحكم، وتم بالفعل العمل على أساس هذا النظام. وأفاد المصدر بأن المجموعة كانت تدرك أنه سيكون هناك أيضاً وفيات، ومع ذلك، فهي تقبل على الأقل هذا السيناريو كخطوة وسيطة ضرورية لتحقيق التغيير الذي يستهدف النظام على جميع المستويات. ولفت إلى أنه بعد نجاح الانقلاب، كانت المجموعة تريد تأسيس نظام حكم ملكي، وتشكل حكومة تنقسم إلى وزارات مختلفة وفق المبادئ الملكية. وفجرت «بيلد» مفاجأة أخرى عندما كشفت أن المجموعة التي خططت للانقلاب حددت المسؤولين عن إدارة البلاد، وذوي المناصب المؤثرة في المجالات القوية اجتماعياً أو مالياً في الحياة العامة في النظام الجديد. وشارك جنود سابقون في الجيش الألماني في خطط الانقلاب، وكان العديد من المتورطين يمتلكون أسلحة تم الحصول عليها بشكل قانوني.