على رغم أن الحرب الدائرة في أوكرانيا أثرت في جميع بلدان أوروبا، وربما العالم بأجمعه؛ فإن دولة وحيدة بالقرب من روسيا تشهد بسبب هذه الحرب انتعاشاً اقتصادياً غير مسبوق. وأفادت وسائل إعلام دولية اليوم (السبت)، بأن جورجيا تتهيأ لأن تصبح إحدى دول العالم الأسرع نمواً اقتصادياً هذا العام، بسبب لجوء أكثر من 100 ألف مواطن روسي اليها، فراراً من التجنيد الإجباري وتبعات الحرب على روسيا. ويتوقع أن تعلن جورجيا، التي يبلغ عدد سكانها 3.7 مليون نسمة، نمو ناتجها بنحو 10% خلال 2022، وسط ازدهار القطاع الاستهلاكي. وأشارت رويترز، أمس، إلى أنه على رغم أن حجم الاقتصاد في جورجيا لا يتعدى 19 مليار دولار، فإنها ستتجاوز في ازدهارها هذا العام الاقتصادين الفيتنامي والكويتي. وتشير إحصاءات حرس الحدود إلى أن 112 ألف روسي عبروا إلى جورجيا هذا العام، منذ 24 فبراير الماضي، وهو اليوم الذي غزت فيه روسيا جارتها أوكرانيا. وحيّرت ظاهرة الانتعاش الاقتصادي في جورجيا الخبراء؛ إذ إن البنك الدولي توقع في أبريل الماضي أن يتباطأ نمو اقتصاد جورجيا خلال 2022 بنسبة 2.5% فقط. وقال اقتصاديون كبار في جورجيا، إنهم يخشون أن ينطفئ وهج هذا الانتعاش إذا توقفت الحرب في أوكرانيا. ولفتوا إلى أن آلافاً من اللاجئين الروس خبراء في مجالات التكنولوجيا، جاءوا إلى جورجيا بجيوب منتفخة، ما أدى إلى زيادة إيجارات المساكن، والسلع الغذائية، ورسوم المدارس. ولا توجد قيود على عبور مواطني روسيا إلى جورجيا عبر المعبر البري الحدودي. ولفت البنك المركزي الجورجي إلى أنه خلال الفترة أبريل - نوفمبر 2022، تلقت جورجيا تحويلات بنكية من روسيا بنحو مليار دولار، تعادل 5 أضعاف التحويلات التي أرسلها الروس لجورجيا خلال 2021.