نحتفي في الثالث من شهر ربيع الآخر لهذا العام 1444ه بالذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وتوليه مقاليد الحكم في البلاد، وانطلاقة عهد ريادي حافل قاد مسيرته برؤيته الحكيمة، التي رسمت الهدف ومكّنت السُبل ووضعت الخطى بعزم لا يثنيه صعب، وهمة لا تخبو أمام المستحيل حتى تبلغ غايتها وتصنع مجد حاضرها ومستقبلها. ولنا في هذه الذكرى من كل عام موعد يؤكد شعب المملكة من خلاله مشاعر الولاء والانتماء لهذه البلاد، وعظيم الوفاء لقادتها الأجلاء، ويجددون عبره العهد والوعد بخدمة الوطن والسعي لعلو شأنه في كل مقام ومنبر، كما لنا موعد نتأمل فيه بلغة الأرقام والمؤشرات حجم الإنجازات العصرية وغير المسبوقة التي حققتها قطاعات المملكة باختلاف ميادينها، وما وصلت إليه من المكانة على خارطة العالم قيادة وتأثيراً وإلهاماً، وصنع نماذج رائدة في التغيير على مستوى الاستراتيجيات والأنظمة التطويرية والمبادرات والمشاريع البناءة، أمناً وصحة واقتصاداً ونمواً تنموياً متعدد المجالات والتي نقلت المشهد بصور طموحة خلاّقة مبتكرة إلى كل ما يزيدها إشراقاً ونماء وإعماراً، ترسمها أكف أبناءٍ استشعروا الثقة الممنوحة لهم من ولاة الأمر والآمال المعلقة على صنائعهم فأثبتوا بنتاجهم أنهم أهلٌ لها، وأنهم لنهضة الوطن وتقدمه وشموخه خير ركيزة وأساس، ويأتي في مقدمة ذلك قطاع التعليم الذي حظي باهتمام بالغ منقطع النظير، فسار بمشاريعه وإنجازاته ومؤشرات أدائه إلى حيث الجودة والكفاءة في السبل والمخرجات، تعترف المنظمات الدولية بتجاربه كقدوة وممارسات عالمية متميزة. وبهذه المناسبة أتقدم باسمي ونيابة عن جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل وكافة منسوبيها بخالص التهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- سائلين المولى عز وجل أن يديم على هذه الأرض الغالية أمنها وأمانها ونموها وازدهارها، ولها من الجامعة بهذه المناسبة الوعد باستمرار البذل والإسهام والعطاء العلمي والبحثي والمجتمعي وخدمة أبنائها تعليماً وتأهيلاً وتمكيناً لتسابق بمعالم تقدمها المكان والزمان إلى حيث المقدمة والسؤدد والمكانة العالية دائماً وأبداً بإذن الله. * رئيس جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل