فيما قفزت أسعار النفط بنحو 4% في آخر تداولاتها، مسجلة أعلى مستوى في خمسة أسابيع، بدعم من قرار «أوبك+» إجراء أكبر خفض للإمدادات منذ عام 2020، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.50 دولار أو 3.7% إلى 97.92 دولار للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4.19 دولار أو 4.7% إلى 92.64 دولار للبرميل، مع إعلان وزارة الطاقة الأمريكية أن الولاياتالمتحدة باعت أكثر من 10 ملايين برميل من احتياطيات النفط الإستراتيجية ل8 شركات، وذلك في إطار خطة الرئيس جو بايدن المعلنة سابقاً لبيع 180 مليون برميل من الاحتياطي الإستراتيجي، مع تأكيد البيت الأبيض أن واشنطن تدرس السحب من الاحتياطي النفطي الإستراتيجي، بعد قرار دول مجموعة «أوبك+» خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يومياً في آخر اجتماع لها. وأوضح مستشار المركز العربي للدراسات الباحث في العلاقات الدولية أبوبكر الديب ل«عكاظ» بقوله: «إن أسعار النفط تتجه لمستويات 120 دولاراً للبرميل بنهاية العام الحالي، رغم الانخفاض الشديد الذي شهدته أسعار النفط العالمية خلال الأسابيع الماضية، وذلك إثر الخفض الأكبر لمجموعة «أوبك+»، للإنتاج منذ 2020، الذي يصل إلى مليوني برميل يوميا». وأكد أن «أوبك» وحلفاءها يحاولون الموازنة بين العرض والطلب، إذ إن التباطؤ الاقتصادي في الصين والدول الأخرى المتقدمة يشير إلى هبوط الطلب على النفط، لذلك فإن القرار سينعكس على دعم أسعار النفط، لافتاً إلى أن هذه القرارات استباقية كما أشار إليها وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ولكن هذه هي الخطوة الأولى للحفاظ على استقرار الأسعار. وأضاف الديب: «أسعار النفط صعدت بدعم من قرار أوبك بلس، وتم تداول خام برنت بالقرب من مستوى 94 دولاراً، ولولا هذا القرار لكان من الممكن أن نرى أسعار النفط دون ال45 دولاراً للبرميل قريباً». وتوقع الديب أن تشهد سوق النفط مزيداً من التشديد مع الحظر الأوروبي على الواردات الروسية، وزيادة الطلب من التحول من الغاز إلى النفط خلال الشتاء، مع مخاوف من شح المعروض وسط توقعات بنقص الإمدادات، مع عودة ارتفاع الطلب العالمي على النفط بقوة في 2023 ومواصلة الولاياتالمتحدة رفع أسعار الفائدة وقوة الدولار.