رغم ما يتم تداوله بأننا في زمن الكتاب الإلكتروني، إلا أن حضوره في معرض كتاب الرياض لا يصل إلى نسبة تنافس الورقي، وإن انتشرت الكتب الإلكترونية بآليات تتيح التصفح المجاني، وتربط فقرات الكتاب بروابط سريعة داخل الكتاب، إضافة لعوامل التشويق، ومنها الفيديوهات، والملفات الصوتية، والعروض التقديمية، وجداول تقييم المحتوى، فستظل للكتاب الورقي حميمية خاصة، بحكم العلاقة الوطيدة الممتدة بين القارئ والكتاب لقرون مديدة، ولذا لم ينجح الرقمي في سحب البساط من الورقي، وإن تحولت الحياة بأكملها إلى الرقمنة. ** مرونة الرقابة تقضي على البيع من تحت الطاولة أكد عدد من الناشرين ل«عكاظ» أن لياقة ومرونة رقابة المعرض ألغت محاولات الاحتيال، والالتفاف بالبيع من تحت الطاولة، وثمنوا للمعرض تعزيز الرقابة الذاتية في الناشر، كونه على علم مسبق بالثوابت الوطنية للمملكة، إضافةٍ إلى ما يتضمنه عقد إيجار المواقع من شروط مُلزمة بعدم التجاوز. ولفت ناشرون إلى أن قراء اليوم أكثر وعيا ودراية بالكُتب النافعة، ولم يعد هناك بحث عما يُسمى «كُتب ممنوعة». ** مقاهٍ سقراطية تدعو لتدريس الفلسفة في المدارس يقدم جناح «جمعية الفلسفة» المشارك في معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2022 «مقاهي فلسفية» على الطريقة السقراطية، للتحاور حول أهم المواضيع الفلسفية والعلوم المعاصرة، انطلاقا من أهداف الجمعية الرامية إلى نشر الفكر الفلسفي وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة والتصورات المشوهة المتعلقة بالفلسفة. ويسهم الجناح بإصدارات عدة من أبرزها كتاب «قراءات فلسفية في الفكر السعودي - حوارات فلسفية مع الجيل الأول من المفكرين السعوديين»، والعدد الأول من مجلة «مقابسات»، المتضمنة دراسات فلسفية وترجمات وحوارات وعروض كتب فلسفية. ودعا نائب رئيس الجمعية شائع الوقيان إلى أهمية استحداث أقسام للفلسفة في الجامعات، لتخريج معلمين يدّرسون هذه المادة، وأن يكون تدريسها بدءا من الصف الأول الابتدائي إلى المرحلة الثانوية، وانتهاء بالجامعات. ولفت الوقيان إلى أن التعليم العام والعالي يكادان يخلوان من المواد الفلسفية، باستثناء ما جاء في مادة التفكير الناقد، التي تتطلب الكثير من التطوير. منوها بمبادرة المنح البحثية الفلسفية التي أطلقتها الجمعية مؤخرا، بتعاون مع المركز السعودي للفلسفة والأخلاقيات، بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، بهدف إثراء الإنتاج البحثي السعودي وتعزيز الاهتمام العلمي بالفلسفة في المملكة. ** الفكر التنويري التونسي وأسطورة عليسا اطلع المشاركون في ندوة «الفكر التنويري التونسي» حضور الندوة على رحلة الثقافة والتنوير التي مرت بها البلاد، وتناولت الأكاديمية ليلى البلبي تاريخ تونس وأسطورة «عليسا»، التي ارتكزت على ثلاث نقاط هي «الدور الفاعل للمرأة في التاريخ، وحب تونس للحرية، والاهتمام بالكتابة». وأوضحت في ورقتها أن القرن التاسع عشر قرن الإصلاح في تونس، وحفل بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، والتعليمية، خصوصا تعليم المرأة، وتأسست تاليا المدرسة الحربية، التي تلتها الثورة الثقافية، وفي عام 1876 أنشئت المدرسة الصادقية باعتبارها موردا للفكر الثقافي الحداثي التنويري بتونس. وقالت: لما استعمرت فرنساتونس كان هدفها استغلال خيراتها، إلا أن الفكر الحداثي لم ينطفئ برغم كل القمع، وحدث نوع من التلاحم بين مفكري فرنساوتونس. وظهرت بعض المجلات التي تهتم بالفكر التونسي، وموّلت الأميرة نازلي الجامعة الخلدونية بشرط أن تتعلم الفتيات في تونس، ثم تأسست أول مدرسة للبنات في تونس عام 1902، ولا تزال قائمة إلى الآن. وتطرق المؤرخ حمد ألمي إلى أن صدى فكر ابن خلدون كان انبثاقا في الثقافة وخروجا عن السائد والمألوف، وتصورا مختلفا ينقل المجتمع من الرتابة للنهوض. وعدّ الطاهر الحداد نموذجا للتنوير، وكان شيخا زيتونيا تخرّج على يديه عدد من المشايخ والأعلام، وكان يأتيه الطلاب في جامع الزيتونة من كل بقاع العالم بما فيها المدينةالمنورة، مشيرا إلى أن الحداد أسهم في تأسيس حزب تونس الحرة، وألّف أول كتاب عن النقابة، وتناول وضع المرأة التونسية والدعوة للنهوض بوضعها في الحقوق. ** ممثلات: المدارس اكتشفت مواهبنا والإذاعة صقلتها تناولت الممثلات السعوديات مريم الغامدي، وناجية الربيع، وهبة الحسين، ووعد محمد، تجاربهن مع التمثيل في مراحل الصعوبات، والمرونة. وأكدت الغامدي أن بدايتهن لم تكن من الإذاعة كما يخيّل للبعض، بل إن الشرارة الأولى لولوجهن بدأت من إحدى مدارس جدة التي أسسها الملك فيصل، وكانت المدرسة تحتوي على أدوات فنية ومسرح حديث، وعدت التجربة نواة حقيقية للانطلاقة الفنية للفتيات في فضاء نموذجي ومطوّر، وبدأت المدرسة الاهتمام بأعمال «الأوبريتات»، و«عروض الباليه»، ما يتجاوز أكثر المجاورين للمملكة ممن سبقوا في المجال. وأكدت أن المرأة لديها مواضيع لا تنتهي وقضايا كثيرة، وأنها قادرة على ممارسة كل الفنون الإبداعية، وعبرت عن سرورها بإتاحة الفنون للجنسين وفتح الأكاديميات المتخصصة. واستعادت مراحل دخول الفتاة مجال التمثيل، وما يلحقها من سهام نقد مجتمعها ومحيطها، والنظر إليها بعين الريبة، نظرا إلى تراكمات ما أفرزته حركة الصحوة في الذاكرة الجمعية، وثمّنت الإصلاحات التي استحدثتها المملكة وعززت من وهج حضورهن بشكلٍ لافتٍ، ما جعلهن يصعدن على منصة معرض الكتاب، ويستعرضن أمام الملأ تجاربهن الفنية المتفاوتة في ما بينهن. وأوضحت الفنانة ناجية الربيّع أن فترة البدايات فترة تحديات كبيرة لأي فتاة قررت خوض تجربة التمثيل، إما لمعارضة الأسرة، أو حتى الرفض المجتمعي، وسط إيمان وترحيب الأقلية. وكشفت عن صعوبات كبيرة رافقت مشوارها، وتقول «هناك الكثير من أقربائي كانوا قد بذلوا محاولاتهم لإرغامي على التوقف، غير أني عشقت التلفزيون، وبإتمام مرحلة الدراسة الثانوية، قررت التخلي عن حلم دراسة الطب لأختار الإخراج والتمثيل طريقا لي». وعدّت منصات التواصل الاجتماعي وسيلة أسهمت في انتشار الفنانات الناشئات في الوقت الراهن. وأضافت أن الفرص أصبحت أكبر لهن، إذ يعتبرن امتدادا لمن سبق. وعدت هبة الحسين تجربة التمثيل إلى جوار الأسماء الفنية اللامعة إضافة لها، وساعدت على انتشارها السريع، مشيرة إلى أنه ليس كل الفتيات اللواتي عملن مع قامات فنية كبيرة استطعن الاستمرار في مسيرتهن الفنية. وعزت الغياب إلى توقفهن عن تطوير ذواتهن بما تتطلبه ظروف الفن. وكشفت وعد محمد، عن كواليس دورها في فيلم «وجدة» السينمائي عام 2012. فيما توقفت إثر تلك المشاركة، مكتفية بحضورها عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأوضحت أنها كانت في المرحلة الابتدائية، ما اضطرها للتوقف عن تأدية واجباتها المدرسية مدة 3 أشهر، نظرا إلى ظروف التصوير، إلا أنها لم تتلق أي عروض تمثيل لاحقة، فلجأت إلى المحافظة على حضورها عبر «المنصات التفاعلية».