فيما تتواصل الاحتجاجات المزلزلة ضد نظام الملالي، التي دخلت أسبوعها الثاني، فضحت وثائق رسمية مسربة أساليب القمع الممنهج والأوامر العسكرية لإخماد الانتفاضة «بلا رحمة». وأعلنت منظمة العفو الدولية، اليوم (الجمعة)، في بيان أن الوثائق كشفت خطة السلطات الإيرانية «لقمع الاحتجاجات بشكل منهجي وبأي ثمن». وأكدت وجود أدلة على استخدام القوات الإيرانية «للقوة المميتة» والأسلحة النارية في مواجهة التظاهرات. وأفادت المنظمة بأنها سجلت 52 قتيلاً خلال الاحتجاجات حتى الآن، لكنها أوضحت أنها تعتقد أن الحصيلة الحقيقية «أعلى من ذلك بكثير». يذكر أن الانتفاضة الشعبية اندلعت إثر وفاة الفتاة مهسا أميني على يد قوات الأمن بعد تعرضها للضرب من قبل شرطة «الأخلاق» لعدم ارتدائها الحجاب بطريقة «مناسبة». وتوفيت أميني التي تنحدر من مدينة سقز الكردية في شمال غربي إيران، في 16 سبتمبر 2022 بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران. فيما لم يبلغ الأطباء الأسرة بتفاصيل حالة ابنتهم. كما لم يتمكن أي من عائلتها من الاطلاع على أشعة مقطعية لها. وشكلت الاحتجاجات، التي زلزلت عشرات المدن في أنحاء البلاد خلال الأيام الماضية ولا تزال شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الاحتجاجات الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضاً على أسعار الوقود في 2019، وأفيد وقتها بمقتل 1500 شخص في حملات قمع ضد المتظاهرين.