بعيداً عن المعلومات التوعوية والنصائح الطبية وبشكل مباشر، هناك نحو 9.5 مليون مريض ب«السكري» في السعودية حسب إحصائيات 2020، أي بنحو 27.3% من سكان السعودية وعددهم 34.8 مليون نسمة؛ أكثر من ربع السكان محتاجون لخدمات الرعاية الصحية المتعلقة بداء «السكري»، التي تعتبر أحد أهم الخدمات الصحية لرفع جودة حياة مريض «السكري» والاعتناء به بأكبر قدر ممكن، ولا يسع المجال للتحدث عن السكري ككل، ولكن سأتناول واقع العناية والعلاج بالأقدام السكرية أكثر الأمور المؤرقة لمرضى «السكري»، والتي قد تؤدي مضاعفاتها إلى البتر. كثير من المعلومات التوعوية التي تنشرها الجهات المختصة والجمعيات العلمية المتخصصة، وكثير من حملات الكشف والفحص والعلاج التي توجهها وزارة الصحة للوقاية من مضاعفات الأقدام السكرية والتدخل العلاجي عند الحاجة، وحسب ما نشر في صحيفة «الإندبندنت» العربية؛ فإن تكلفة العلاج للأفراد المصابين ب«السكري» تتجاوز 17.2 مليار ريال سنوياً، فكم نستطيع أن نوفر عند الوقاية قبل العلاج من هذا المبلغ الضخم؟! ولكي نستطيع أن نوفر الوقاية والعناية اللازمة بالأقدام السكرية؛ فلا بد من توفير الكوادر المتخصصة القادرة على إعطاء المعلومة الطبية، وإجراء الفحوصات اللازمة والتدخل العلاجي عند الحاجة، وهنا نتحدث عن وجود ما يسمى ب«أخصائي القدم والكاحل غير الطبيب» هذا التخصص النادر، وتأهيل الكوادر التمريضية للتعامل مع حالات القدم السكرية، وأيضاً تأهيل استشاريي الجراحة العامة للتدخل الجراحي إن لزم الأمر. هنا نتكلم عن فئات هامة ولن يكون تأهيلها إلا بوجود ثلاثة برامج: أولاً: برامج لتخريج أخصائي قدم وكاحل في الجامعات السعودية، واعتمادها من قبل هيئة التخصصات الصحية أسوة بالمعمول به في بعض الدول الأوروبية وكندا. ثانياً: برامج زمالة لتدريب التمريض لتكون أخصائي تمريض سكري. ثالثاً: برامج تخصص دقيق لاستشاريي الجراحة العامة ليكونوا مختصين في جراحة القدم السكرية. وهناك الكثير من التجارب التي تثبت أهمية الوقاية مقابل العلاج، ووقاية الأقدام السكرية تبدأ من توفير الكوادر الصحية القادرة على فحصها وحمايتها قبل علاجها.