كشفت «عكاظ»، خلال جولة لها في أرجاء مدينة بيشة، انتشار كميات من حجارة جبل «الصايرة» في أماكن متعددة من المحافظة، فالجبل «المعلم»، الذي يتميز باللون الأبيض طالته الأيدي العابثة والمعدات الثقيلة، ونقلت كميات من حجارته النادرة إلى استراحات ومنازل، وأخيراً لأرصفة شوارع وجزر وسطية؛ ما يهدد بتعرية أهم معالم بيشة من لونه النادر، إذ يتكون جبل الصايرة من الحجارة البيضاء، كما يطلق عليه أهالي بيشة من أحجار «المرو»، التي تحتوي على معدن «الكوارتز»، ويمثل لأهالي بيشة وزوارها معلماً طبيعياً بارزاً ومقصداً للتنزه، كما استحوذ هذا الجبل النادر على اهتمامات الشعراء وذكروه في قصائدهم الشعرية. وقال عون السلولي: «للأسف الشديد ما يتعرض له جبل الصايرة البيضاء بمحافظة بيشة من تعرية واضحة بالاستيلاء على حجارته الشهيرة «المرو» يعتبر جريمة، يجب أن يعاقب عليها كل من يقوم بذلك، سواء كانت دوائر حكومية أو مواطنين، ومن هذا المنبر أناشد بالتدخل للحد من هذا الأمر والأخذ على يد من يعبث بمعالمنا السياحية». وأضاف ناصر الجهمي: «أتمنى ألا تكون جهود البلدية في تحسين المشهد الحضري على حساب علامة بارزة لبيشة وأهلها (جبل الصايرة البيضاء)، كما أتمنى أن يكون هناك تعاون مشترك بين البلدية ومكتب البيئة والمياه والزراعة بإشراف ومتابعة من المحافظة لتوعية المواطن والمقيم بأهمية ذلك المكون العزيز على قلوبنا، وتقنين إجراءات وطرق الاستفادة منه والهدف الأسمى هو المحافظة عليه». واعتبر الأخصائي البيئي علي المعاوي ما يحدث لجبل الصايرة من جرف ونقل حجارة إسهاماً في تدمير البيئة والسلاسل الغذائية والتنوع الأحيائي، وموت بعض الأشجار بفعل التجريف من جانبي الجبل، وزيادة للتصحر الذي تهتم الدولة بمحاربته من خلال إنشاء مركز تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، الذي يهتم بزيادة الرقعة الخضراء، وفضلاً عن العبث به يؤثر جمالياً على شكل الجبل وقوة صموده أمام السيول التي تنحدر منه لتجرف الصخور من قمة ووسط الجبل إلى أسفله. ونوه إلى أن جبل الصايرة يعد مورداً طبيعياً مهماً جداً ويدخل تحت الخدمات التزويدية (تموينية) لوجود معدن الكوارتز، الذي يدخل في صناعات عديدة لذلك وجب الاهتمام والمحافظة عليه وعدم تدميره بالممارسات التي تخل بالبيئة.