وافق مجلس الأطراف للمركز الذي يتكون من مملكة إسبانيا وجمهورية النمسا والمملكة العربية السعودية والفاتيكان على تعيين الدكتور زهير بن فهد الحارثي أمينا عاما لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، ليحل الدكتور الحارثي مكان الأمين العام السابق فيصل بن معمر المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي. «كايسيد» هي منظمة حكومية دولية (intergovernmental) مرموقة ولها شراكات مع الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، فضلا عن مؤسسات مجتمع مدني ومنظمات دولية معنية بالحوار بين الأديان والثقافات وتكرس التواصل والسلام والتماسك المجتمعي والبحث عن حلول لتجنب العنف والصدام والفرقة. وسبق أن اجتمعت قيادات من الديانات البوذية والمسيحية والهندوسية واليهودية والإسلامية، وحكومات السعودية والنمسا وإسبانيا والفاتيكان (بصفته مؤسس مراقب) معًا لتجسيد رؤية المركز على الواقع في مقره الجديد في العاصمة البرتغالية لشبونة بعد أن انتقل إليها من فيينا. يذكر أن الدكتور زهير الحارثي يأتي من تجربة ثقافية ثرية وخلفية برلمانية وحقوقية وقانونية وسياسية، حيث كان عضوا في مجلس الشورى السعودي لمدة 12 عاما أي ثلاث دورات: الدورة الخامسة والسادسة والسابعة (2009-2020). وكان رئيسا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي. كما أنه عضو في مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في عام 2018، وتم التجديد له في نوفمبر 2021 لمدة ثلاث سنوات. وعمل الدكتور الحارثي رئيسا ل(دائرة تحقيق وادعاء) بالنيابة العامة السعودية (هيئة التحقيق والادعاء العام سابقا)، ثم صدر أمر ملكي بتعيينه عضوا في مجلس هيئة حقوق الإنسان والمتحدث الرسمي لها في عام 2008. الحارثي مارس الكتابة الصحفية في عدة صحف سعودية وعربية منذ ثلاثة عقود ولا يزال كاتبا وباحثا في قضايا الفكر والسياسة والقانون. كما نال درجة الماجستير في القانون من جامعة برونيل ببريطانيا، كما أنه حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة القانون من جامعة كنت كانتبري ببريطانيا. وهو أيضا عضو في عدد من مجالس الإدارة لجمعيات أهلية وخيرية، وله مشاركات في برامج سياسية وإخبارية في الفضائيات منذ عقدين كمحلل وخبير سياسي، فضلا عن مشاركاته في المؤتمرات والملتقيات العربية والدولية. له أوراق عمل وأبحاث ومقالات متنوعة في دور الإعلام والتسامح والتعايش ومكافحة الإرهاب والتعصب الديني والعنصرية وحقوق الإنسان والإسلام السياسي وصراع الحضارات والتلاقح الثقافي والملفات الإقليمية والعلاقات الخليجية الإيرانية وغيرها. الدكتور الحارثي يكتب حالياً مقالاً أسبوعياً في صحيفة الشرق الأوسط. ويدخل «كايسيد» مرحلة جديدة بقيادة وإدارة جديدة ليعزز دوره كمركز عالمي يهدف إلى تعزيز التعاون والسلام بين أتباع الأديان والثقافات في زمن يشهد الكثير من الصراعات والاختلاف في وجهات النظر. ويسعى المركز منذ تأسيسه عام 2012، انطلاقًا من المهمة المنوطة به وحوكمته الفريدة، إلى تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة لمنع نشوب النزاعات والعداوات والأحقاد، ولتبديد المخاوف، وغرس قيم الاحترام المتبادل.