ركضاً لا حبواً أطلق الفنان الراحل محمد حمزة شارة «الدراما السعودية» حين فتح أبواب الإبداع الفني.. فمنذ الستينات الميلادية بدأت المرحلة المفصلية لابن المدينة مذيعاً وممثلاً وكاتباً ومنتجاً حين انتقل بدايات شبابه إلى عروس البحر الأحمر «جُدَّة» للعيش والعمل والاستقرار.. أما في بداية الثمانينات الميلادية فدخل النجومية خليجياً وعربياً بدراما هادفة توغلت في الأعماق. وحين قاد سفينة الدراما الجادة؛ كان مثل ربَّان نهل منه أجيال مخرت عباب بحار النجاح.. ولما أخضعه مشرط طبيبه إلى مبضعه؛ حضرت صورته بديمومة في ذاكرة الناس.. وعندما حفر الصخر لإرضاء جماهيره؛ صنع من ذلك الحب الشعبي دراما ارتبطت بكل شيء مجتمعي.. وبين زلزال موضة الإنتاج العشوائي، وصخرة أوجاع مرض بخطأ طبي؛ تحمَّل انكساراً لا دواء له إلا الصمت عقب ضجيج درامي. في الذكرى الثانية لرحيله (ت: 26 أغسطس 2020)؛ تحتفي جمعية الثقافة والفنون بجدة اليوم (الأربعاء) بفنان امتلك البوصلة والمجداف ليصنع أعمالاً درامية لم تأت على بساط مخملي.. ومن بواعث ضجر أثناء حياته لم يجد فيه تكريماً لتاريخه الفني؛ طوى مسيرته الدرامية في أعوامه الأخيرة بالتواري ثم رحل بهدوء إلى الدار الآخرة، إلا أن الجمعية تحتفي به اليوم في ذكرى رحيله الثانية، بشهود ابنيه «وائل» و«لؤي» وأسرته، وأسماء ثقافية وفنية بدعوة من مدير الجمعية المتوقِّد وهجاً محمد آل صبيح. الاحتفالية تسلط الضوء على دور الفنان الراحل محمد حمزة في ترسية قواعد الفن السعودي منذ بداياته، تكريم أحد الأسماء اللامعة التي عاصرت عميد الدراما السعودية، إضافة إلى عرض مسرحي لمجموعة مواهب لامعة ووجوه واعدة يحمل عنوان «قطار العمر».