أعرب تقرير أمني سري رفع لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عن خشيته من اندلاع حرب أهلية دامية حال وقوع أي صدام مسلح بين التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي في الوقت الذي تحدث في التقرير عن محاولات كانت تجري من عناصر غاضبة من الصدريين لاقتحام مقر تيار الحكمة الذي يقوده عمار الحكيم على خلفية وصفه لاقتحام البرلمان بأنه إثارة للفتنة في البلاد. وقالت مصادر سياسية عراقية ل«عكاظ» إن التقرير الأمني الذي تسلمه الكاظمي رسم صورة قاتمة للأوضاع الأمنية في العاصمة بغداد في حال استمر احتلال التيار الصدري للبرلمان، لافتا إلى أن الأوامر الصادرة لعناصر التيار الصدري عدم مغادرة البرلمان بأي شكل من الأشكال. واستبعدت قوى سياسية استئناف عمل مجلس النواب قريباً، بسبب الأزمة الحالية واعتصام جمهور التيار الصدري في مبنى البرلمان بشكل مفتوح، داعية إلى إجراء مفاوضات ومباحثات مباشرة بين الكتل المتخاصمة بهدف الوصول إلى حلول تنزع فتيل الأزمة. وعلق رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي جلسات البرلمان إلى إشعار آخر، معتبرا أن الأجواء المشحونة يصعب معها عقد جلسة قريبة للبرلمان بعد السيطرة عليه من قبل التيار الصدري الرافض لترشيح محمد السوداني رئيسا للوزراء. ولم تستبعد القوى السياسية في حديثه ل«عكاظ» إنهاء الأزمة الحالية نظرا لتمسك الإطار التنسيقي بترسيح السوداني الذي يرفضه التيار الصدري وهذا ما أكده عضو تيار الحكمة رحيم العبودي، أن الإطار التنسيقي متمسك بترشيح السوادني لمنصب رئيس الحكومة. إلى ذلك طرح رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم (الأحد)، مبادرة للخروج من الأزمة بقوله إن إقليم كوردستان سيكون، كما هو دائماً، جزءاً من الحل، داعيا الأطراف السياسية المعنية في العراق إلى القدوم إلى أربيل، عاصمتهم الثانية، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق قائمين على المصالح العليا للبلد، مبيناً أنه لا توجد هناك مشكلة لا يمكن حلها بالحوار. ويواصل أنصار التيار الصدري اعتصامهم المفتوح في مقر البرلمان العراقي لليوم الثاني على التوالي متقدمين بقائمة طويلة من المطالب، فيما وجه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بتعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات الرسمية أمس في أعقاب اقتحام آلاف من أنصار التيار الصدري للمنطقة الخضراء وإعلانهم الاعتصام داخل مقر البرلمان.