استقبل الملك عبدالله الثاني في العاصمة عمّان، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي بدأ زيارة رسمية للأردن، تعد الأولى له للمملكة، منذ توليه ولاية العهد.وتأتي الزيارة، في إطار جولة خارجية، تشمل تركيا ومصر، وذلك قبيل قمة أمريكية عربية تستضيفها السعودية، منتصف الشهر القادم. وهناك تعاون ثنائي بين الأردن والسعودية في كافة المجالات من خلال مجلس تنسيق أردني سعودي، أسس عام 2016 يتولى الإشراف على إعداد الإتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين ومتابعة تنفيذها في المجالات المتعددة وما يتفق عليه الجانبان خلال اجتماعات المجلس، ومجلس الأعمال الأردني السعودي. عُراها وطيدة وحضور دائم قال الكاتب والمؤرخ والصحفي في صحيفة الدستور الأردني الدكتور مهند أحمد مبيضين: «الحكم في الأردن والمملكة، هو لأقدم السلالات والعائلات الحاكمة في التاريخ العربي الحديث، ويشاطرهما بذلك المملكة المغربية، والعلاقة التاريخية بين الأردن والسعودية عُراها وطيدة، وحضورها دائم في المحافل الدولية والعربية، والتنسيق في القضايا الكبرى للأمة العربية لم ينقطع بين الدولتين؛ ففي زمن الملك عبدالله الأول والملك عبد العزيز المؤسس، كانت العلاقات مبنية على الاحترام والتقدير، ولاحقاً مع تولي الملك طلال، الذي كانت أول زيارة خارجية له للرياض، ومن ثم في زمن الملك الحسين بن طلال وصولاً إلى الملك عبدالله الثاني الذي كانت أولى محطاته الخارجية نحو الرياض أيضاً، ارتسمت خطى ومعالم تلك العلاقة التاريخية التي تدخل اليوم مع زيارة ولي العهد إلى عمان منعطفاً جديداً عنوانه التنسيق الإقليمي والتعاون المثمر وتوحيد الجهود في مواجهة تحديات المنطقة. وأضاف: «للأردن مصالح كبرى مع السعودية، ودول الخليج عموماً، ولم تقصر تلك الدول وعلى رأسها السعودية التي تؤثر في المشهد الدولي والإسلامي دوماً في دعم الأردن في أزماته الداخلية وفي إسناد مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، كما تتوجه السعودية اليوم للمنطقة وللعالم بخطاب ورؤية جديدة، يحملها ويمثلها الأمير محمد بن سلمان، وهي رؤية منفتحة على مشاريع تنموية عابرة للمنطقة ومنها الأردن الذي يحتفظ بخصوصية في علاقاته التاريخية مع السعودية. توافق في ملفات إقليمية وأضاف الكاتب مبيضين بقوله: «دعمت السعودية الأردن في منذ بدء عهد الملك عبدالله الثاني في 1999م، وعلى خطى الجد طلال، والأب الحسين خاصة في حقبة المدّ القومي، وأخذت الرؤى تتوافق في الملفات الإقليمية بشكل أكبر، وأطلقت السعودية المبادرة العربية في قمة بيروت في نفس العام والتي أيدها الأردن، وانسجم الموقفان في رفض احتلال العراق واستخدام أراضي أي من الدولتين في غزوه عام 2003، وأيد الأردن الدور السعودي في المصالحة الفلسطينية في مكة في شباط 2007، كل ذلك كان يجري في ظل التفاهم المشترك بين الدولتين إبان عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي فوض الملك عبدالله الثاني بمخاطبة العرب بشأن القضية الفلسطينية في الغرب، واستمر التوافق والدعم السعودي للأردن في عهد الملك سلمان عبر قيادة السعودية لمشروع المنحة الخليجية للأردن عام 2011، ولاحقاً جاءت قمة مكة لدعم الأردن عام 2018 وهو دعم مستمر تاريخياً ويتجدد اليوم.