القصص تُكتب وغالباً منها خيالية، ولكن اليوم سنكتب لكم واحدة من أكثر القصص الرياضية إثارة، كُتبت هذه القصة بعنوان شخصية تُدعى ب (سيلفيو بيرلسكوني) رئيس وزراء إيطاليا ورئيس نادي ميلان الإيطالي السابق، فبكل تأكيد نحن في طريقنا للاستمتاع بقصة جميلة تحمل الكثير من معاني الحظ والحُب. في أواخر السبعينات بدأ يظهر اسم سيلفيو بيرلسكوني بشكل كبير في إيطاليا خصوصاً في جانب تجارة العقارات ومن ثم بدأ مسيرته الخيالية على المستوى الإعلامي، ومن ثم رحلة كرة القدم بدأت في عام 1982 عندما كان يريد شراء الإنتر، ماذا تقول؟ الإنتر؟ هل أنت مجنون؟ لا طبعاً، لستُ مجنوناً.. بيرلسكوني من مواليد ميلانو وميلانيستا ومن عائلة معروفة بتشجيعها للميلان. عند هذه النقطة مُحامي سيلفيو بيرلسكوني المشهور جداً (فيتوريو دوتي) في كتابه (محامي الشيطان) قال حول الشخصية السياسية والرياضية والإعلامية والتجارية: كرجل أعمال تلفزيوني كان لديه حدس عظيم، يرى بأن كرة القدم يوجد فيها جمهور ضخم وكُل مشجع هو مُستهلك محتمل، وكل مُستهلك هو مستخدم تلفزيوني مُحتمل. فيتوريو دوتي هو مُحامٍ معروف في إيطاليا والأكثر غرابه بأنه مشجع للإنتر، ولكنه صديق مقرب جداً لسيلفيو بيرلسكوني، قال له يوماً: إذا كُنت من مُشجعي ميلان، فلماذا لا تشتري ميلان؟ رد عليه بيرلسكوني قائلاً: للأسف لا أستطيع. فيتوريو دوتي يتحدث حول هذه النقطة ويقول: مثل العديد من رجال الأعمال استعان سيلفيو بعراف موثوق وأخبرني بأنه يدعى (مورو)، تشاور معه بيرلسكوني وكان هذا العراف واضحاً حيث قال له: ميلان يجلب الحظ السيئ، انتبه من شرائه.. بيرلسكوني شعر بالحزن الشديد من هذه النصيحة، لأنه ولد من عائلة تُشجع ميلان وكان دائماً مُشجعاً للميلان، وبعد سنوات أعلن: ميلان يعيش في دمي وهو مُقدس بالنسبة لي، ومع ذلك بسبب تلك النصيحة قرر أن يُلقي بنفسه على الإنتر. يستمر فيتوريو دوتي في سرد هذه القصة ويقول: ذهبت مع سيلفيو لزيارة رئيس الإنتر إيفانوي فرايتزولي وهو رجل أعمال من مدينة ميلانو قديم الطراز، مُهذب ومُحافظ وهو وريث أنجيلو موراتي وراعي بنيماتا منذ عام 1968، كان مكتبه في شارع كاردوتشي حيث رحب بنا بفضول معين، قدم بيرلسكوني خططه، وقال له بأنه يريد شراء الفريق وأنه مستعد لدفع مبلغ جيد. يستمر دوتي في الحديث قائلاً: فرايتزولي تردد من هذا العرض، في ذلك الوقت كانت لديه بطولتا دوري حققها خلال 15 عاماً تقريباً ولم تكن إدارته جيدة، الرئيس العجوز ذو الشعر الأبيض شعر بأن الوقت قد نفد، حيث في غضون أشهر كان سيُسلّم الأوامر إلى إرنيستو بيلليجريني، كان البيع إلى بيرلسكوني خياراً أكثر فائدة، ولكنه رفض لأنها كانت مسألة إيمان، كانت مسألة نقل مُلكية الإنتر إلى رجل مُشجع للميلان (بيرلسكوني) هي أحد الأشياء التي لا يُمكن القيام بها، هذا أمر لم يتناسب مع عقلية فرايتزولي التي كانت مختلفة تماماً عن عقلية سيلفيو. وهكذا سارت الأمور، بعد 4 سنوات وتحديداً في عام 1986 استولى بيرلسكوني على ميلان بعد مفاوضات مُعقدة أُجريت من قبل المحامي فيتوريو دوتي، وفي مرحلة ما كانت الصفقة على وشك الانهيار وأعد مُحامي الشيطان خطاباً يشرح فيه أسباب الانسحاب من هذه الصفقة. ثُم فكر بيرلسكوني في الأمر بشكل أفضل، وقام بتمزيق خطاب الانسحاب الذي تم إعداده من قبل فيتوريو دوتي وقام بتحديد تفاصيل شراء ميلان وأدرج فيتوريو دوتي في مجلس إدارة النادي. العجيب في كُل هذه القصة هي التفاصيل التالية: محامي الشيطان دوتي مُشجع للإنتر، بينما أدريانو جالياني جاء من مكان يكره أندية ميلانو ويُشجع يوفنتوس، بينما ميكيلي بيريشيني طباخ سيلفيو الموثوق به كان مشجعاً للإنتر وينطبق هذا الشيء على سائقه الشخصي (نينو)، وربما نستطيع أن نضيف إليكم شقيق سيلفيو (باولو بيرلسكوني) الذي يُقال بأنه كان مشجعاً للإنتر منذ الطفولة، ومع ذلك من أجل حياة أسرية هادئة قام باتباع أدريانو غالياني في تشجيع ميلان وغيّر ألوان انتمائه من الأزرق والأسود إلى الأحمر والأسود بشكل مُثير. السؤال: لماذا بيرلسكوني في لحظة المفاوضات لشراء ميلان في عام 1986 قرر الانسحاب؟ ميلان في تلك السنوات كان يعاني من الكثير من المشاكل خصوصاً في الجوانب المالية وكان النادي يُعاني من ديون كبيرة جداً، ولهذا السبب كانت أحد شروط شراء ميلان هي دفع ديون النادي الكبيرة. بعد تعطّل المفاوضات، وأثناء عودة بيرلسكوني ودوتي من مطار ساميدان (سويسرا) أثناء طريق العودة إلى مدينة ميلانو قام بيرلسكوني بالصراخ فجأةً وقال: اللعنة، سأشتريه. يقول دوتي عند هذه النقطة: حطم كُل جهدي في إعداد بيان الانسحاب، بيرلسكوني قام باستئناف مفاوضات شراء ميلان في نفس اليوم وأنهى المفاوضات في وقت قصير جداً مقارنةً بالظروف الصعبة في البداية، لقد كانت مغامرة. بيرلسكوني بعد شراء ميلان قال: ميلان قضية قلب، إنها صفقة مكلفة.. ولكن حتى المرأة الجميلة تُكلف. هكذا تنتهي غالباً القصص الجميلة، بيرلسكوني قام بشراء ميلان في عام 1986 وقام بقيادة النادي لمدة 31 عاماً وحقق 29 بطولة ومن بينها 8 بطولات دوري إيطالي و5 بطولات دوري أبطال أوروبا. بيرلسكوني سجل اسمه كأكثر رئيس في تاريخ كرة القدم يحقق بطولات رسمية، بيرلسكوني صنع ميلان التاريخي مع أريغو ساكي، فابيو كابيللو وكارلو أنشيلوتي وحمل ميلان كأفضل نادٍ في العالم من 1987 إلى عام 2007. نختم بمقولة بيرلسكوني الشهيرة: إذا كانت إيطاليا مشهورة بالمافيا والبيتزا، فسوف أجعل العالم يعرف إيطاليا من ميلان.