أكد أكاديميان في المجال التربوي أن تطبيق نظام الفصول الدراسية الثلاثة في التعليم الجامعي بدءاً من العام الدراسي المقبل يمثل مساراً جيداً في مجال التطوير التربوي، حيث إنه من الأنظمة المعمول بها في كثير من الجامعات حول العالم على أنه من أفضل الممارسات الجامعية، مشيرين إلى أن النظام الجديد يمتد أثره الإيجابي على الطلبة في تحسين أدائهم وإكسابهم مهارات احترافية ومعارف وخبرات مهنية لدخول سوق العمل، وكذلك انعكاس تطبيق النظام على رفع الكفاءة التشغيلية للجامعات والاستثمار الأمثل للموارد المالية والبشرية. وعد أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك بجامعة المجمعة الدكتور ظافر القرني الانتقال لنظام الفصول الدراسية الثلاثة في الجامعات مساراً جيداً في مجال التطوير التربوي، مبيناً أنه سيساهم في معالجة الفاقد التعليمي الناتج عن طول الفصل الدراسي، حيث إنه كلما كان الفصل الدراسي أقصر كلما كان تماسك المعلومات في ذهن الطالب أكثر وأدعى للربط بين المعارف والمهارات المكتسبة، كما أن الطالب المتميز يستطيع زيادة الساعات الفصلية مما يساعد في إنهاء الخطة الدراسية والتخرج المبكر. وأشار القرني إلى أن ممارسة الإستراتيجيات والطرق التدريسية الفاعلة المصاحبة للنظام الجديد ستؤثر إيجاباً على جودة المخرجات، وسيساهم توظيف تكنولوجيا التعليم في رفع كفاءة تعلم الطالب من خلال ممارسة التعلم الذاتي والتعلم التشاركي والتعلم الإلكتروني، معتبراً أن الإجازة الصيفية الطويلة ثقيلة على الأسرة والمجتمع لتأثير الفراغ على سلوك وجدول حياة الطالب والأسرة مما يؤثر سلباً على النظام الفسيولوجي والغذائي للطالب. من جهته قال عميد كلية التربية المكلف بجامعة جدة الدكتور مشعل الرفاعي إن نظام الفصول الدراسية الثلاثة من الأنظمة المعمول بها خلال الثلاثين عاماً الماضية في كثير من الجامعات حول العالم، والكثير من الجامعات الدولية المميزة تصنف نظام الفصول الدراسية الثلاثة أو الأربعة على أنها من أفضل الممارسات الجامعية كجامعة شيكاغو وستانفور وكاليفورنيا وواشنطن بالولايات المتحدة، مشيراً إلى أن النظام الجديد لا يقتصر نفعه على الطالب، بل سيعزز من تحقيق كفاءة الإنفاق والاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية ورفع مستوى الجامعات في التصنيفات العالمية، وإعادة تحديث البرامج الأكاديمية لتتوافق مع مستهدفات رؤية 2030 ومتطلبات سوق العمل. وأضاف الرفاعي أن أهم إيجابيات نظام الفصول الثلاثة أنه يتيح للطالب أخذ مقررات دراسية أقل من نظام الفصلين مع العديد من أعضاء هيئة التدريس بشكل مستمر مما يساهم في تنوع خبراته وتجاربه الجامعية، وتقليل مدة الفصل الدراسي ستساهم في إعطاء الطالب المهارات والمعارف والقيم الضرورية، وسينعكس ذلك على رفع جودة المقرر ومخرجات التعلم، كما أن قصر مدة الأسابيع الدراسية يحفز الطالب ويزيد من دافعيته للتعلم لشعوره بالإنجاز والنجاح بشكل مستمر وخلال فترة زمنية قصيرة، إلى جانب أن الإجازات القصيرة والمطولة وإجازات اليوم الواحد تساعد الطلبة كثيراً في أخذ الراحة والاستمتاع بالحياة وتقليل الضغوط النفسية المرتبطة بالدراسة للعودة بكل نشاط وحيوية، والأهم من ذلك الحفاظ على الصحة البدنية والعقلية، وكذلك يتيح النظام للطالب رفع معدله التراكمي وذلك بسبب إتاحة الفرصة له بالتركيز على عدد قليل من المقررات الدراسية ومتطلباتها، فيما تسمح الفصول الثلاثة للطالب بالتخرج في ثلاث سنوات بدلاً من أربع سنوات.