يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الولاية الثانية والأخيرة بحسب الدستور فترة مليئة بالتحديات. ودعا ماكرون خلال حفل تنصيبه في قصر الإليزيه اليوم (السبت) إلى التحرك دونما هوادة لتكون فرنسا أكثر استقلالاً، وتعهد باتخاذ إجراءات أولية لتجنب أي تصعيد إضافي للحرب الروسية في أوكرانيا قبل أن يواصل التركيز على الترويج لفرنسا وأوروبا على المسرح العالمي. واعتبر أن الوقت القادم سيكون وقت العمل الحازم من أجل فرنسا وأوروبا، متعهدا باتخاذ إجراءات لا هوادة فيها لتحقيق هدف، وهو أن تكون الأمة أكثر استقلالية، وأن تعيش على نحو أفضل، وأن نبني استجاباتنا الفرنسية والأوروبية لتحديات القرن. ووعد الرئيس الفرنسي بإيجاد طريقة عادلة لحكم البلاد وتخفيف التوتر الاجتماعي من خلال جعل الحكومة والبرلمان يعملان جنبا إلى جنب مع النقابات والجمعيات والشخصيات الأخرى من العالم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وحصل ماكرون على 58.5% من الأصوات في الجولة الثانية متفوقاً على منافسته اليمينية مارين لوبان التي حصلت على 41.4% من الأصوات. وتبدأ الولاية الرئاسية الجديدة بينما أبرم الحزب الاشتراكي الفرنسي (الجمعة) اتفاق تحالف مع حزب «فرنسا الأبية» اليساري المتشدد لخوض الانتخابات البرلمانية في يونيو في محاولة لحرمان ماكرون من الأغلبية. وسيكون الاتفاق الذي وافق عليه الخضر والشيوعيون في وقت سابق هذا الأسبوع، المرة الأولى التي تتوحد فيها صفوف اليسار الفرنسي منذ 20 عاماً لكن مع وجود حزب «فرنسا الأبية» في مقعد القيادة هذه المرة. وتتطلع أحزاب اليسار واليمين من الطيف السياسي الفرنسي إلى إقامة تحالفات لمحاولة التغلب على حزب ماكرون، الذي أعيد تسميته ب«حزب النهضة»، في انتخابات 12 و19 يونيو لاختيار أعضاء مجلس النواب بالبرلمان الفرنسي. ويحتاج ماكرون إلى أغلبية في البرلمان حتى يتمكن من المضي قدماً في سياسات تشمل رفع سن التقاعد إلى 65 عاماً من 62 حالياً، وهو ما يعارضه اليسار واليمين على حد سواء. وتبلور تحالف الكتلة اليسارية تحت قيادة رئيس حزب «فرنسا الأبية» المثير للجدل جان لوك ميلونشون الذي أخفق في الوصول إلى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية الشهر الماضي. وجاء ميلونشون في المركز الثالث بنحو 22% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات. من جهتها، حصلت المرشحة الرئاسية عن الحزب الاشتراكي آن هيدالغو على 1.7% فقط من الأصوات.