أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي، غير أن الحالة لا تنطبق على وزارة النقل والخدمات اللوجستية، التي انتظرت لنحو 90 ساعة لتحريك الملف الذي ابتدرته «عكاظ» عن تكدس الركاب وافتراشهم للصالة الشمالية بمطار جدة بسبب قصور شاب أداء الجهات المناطة بتسفير المغادرين وغالبهم من المعتمرين العائدين إلى بلدانهم. رأت الوزارة في إعلان تشكيل لجنتها تركيز التحري والمساءلة في ما أسمته (عدم انتظام بعض رحلات المسافرين والمعتمرين في المطار خلال الأيام الماضية) كأنها رغبت في القفز على مرتكز تقرير الصحيفة عن التكدس والافتراش والانتظار الطويل وعجز بعض المسافرين عن الوصول إلى طائراتهم الرابضة في أرض المطار برغم حصولهم على بطاقات الصعود. صحيح أن لجنة التحقيق ستمضي إلى البحث عن أسباب ومسوغات عدم انتظام الرحلات الذي ما كان ليحدث ابتداء لولا التكدس والافتراش في الصالة فهل تمضي وزارة النقل إلى توسيع دائرة التحقيق والتحري عن أسباب التكدس والافتراش جنباً إلى جنب عدم انتظام الرحلات؟! في ردها على تقرير الصحيفة أحالت هيئة الطيران المدني الاستفهامات إلى جهتين، ما ألمح للمتابعين تخليها عن مسؤوليتها في مساءلة الجهات المتسببة في ما حدث، ودعواتهم إلى ضم الهيئة إلى قائمة الجهات التي سيتم التحقيق معها لا المحققة في «وقائع الصالة الشمالية»!