حين شهدت الدراما السعودية الحديثة جيلاً بارعاً من الممثلين؛ ارتدى ذلك الشباب الوضَّاء قميص النجومية.. ومن قصة حلم عاشها كأنها حقيقة؛ كلَّل بداية مرحلة فنية جديدة بأكثر حياة، متنقلاً بين المسرح والسينما والتلفزيون.. ولما وضع بمخيلته صورة فنية أراد أن يكون عليها؛ اختزل الزمن واتجه نحوها تدريجياً بقاعدة «التوقف محرم لمن أراد الإنتاج». وعندما قلَّب الممثل السعودي النجم إبراهيم الحجاج أدوات المهنية بين يديه ببرنامج ال8 أشهر التأهيلي لمركز «إثراء» مع مدربه البريطاني؛ ملأ دنيا «أبو الفنون» تمثيلاً ونجومية ب«مسرحية 5».. وبين البدء والابتداء ورؤية فنية تأملية رفيعة؛ حملته طائرته إلى «أبوظبي» لاستهلال جوهر فنان بدورة «التمثيل والفنون الأدائية» مع الممثل الأمريكي «كيفين سبيسي». ولما تمرَّد على ذاته بنبوءات يقينية بمرتبة «محترف تمثيل»؛ تعايش مع الواقع فرفرفت روحه أمام ناظريه بمشاهد مسرحية في بيته الأول «جمعية الثقافة والفنون بالدمام».. وفي رحلة حياته الفنية بداية من «اليوتيوب» الذي امتن له، ونهاية ب«التلفزيون» الذي استمر فيه، ومروراً ب«المسرح» الذي صقله وهذبه كإنسان؛ هناك من علَّمه كيف يطير، وكيف يبني عشاً، لكن القليل من علَّمه كيف يروي حكاياته للآخرين. ومن تجسيد للمشهد الفني الحديث؛ اهتم بإنتاج المعرفة الفنية لتأسيس منهج جديد لمسرح الكوميديا بإنشائه وأصدقائه «طلال العنزي، وفيصل الدوخي، وسامر زهر الدني» مسرح «بيت الكوميديا» في المنطقة الشرقية، الذي سبروا به أغوار تجربة الإبداع بضوابط علمية. وعندما غاص في أعماله الفنية داخل النفس البشرية؛ وضعه المشاهد في برواز لامع مضي يستدير به إلى الأمام.. ومن ارتقاء بالذوق الإنساني بمساحة من البوح الفني؛ احترف العزف على العود و«الجيتار» وآلة «الهارمونيكا»، فغيرت من زاوية نظره ليرى ما لم يره من قبل، فشكَّلت سفن أفكاره التي لا تتوقف في محيطات رأسه. أما تجربته الأخيرة في المسلسل الاجتماعي الخليط بالكوميديا «منهو ولدنا»؛ فترك للناس الحكم ليحملوا له بُعُداً تفاؤلياً هادئاً يستدعي به التطوير، وصوتاً ثابتاً يشم به رائحة التجديد.. وفي هدوء مخملي كشف في ذلك العمل الدرامي «بنكهة كوميديا» أناة نفسه وآماله الفنية، فتقافز في مدرجات حلقاته يلتقط حب الناس.. غنى وسعِد وامتلأت عيناه ابتسامة وفرحاً.