وسط مخاوف من أن يؤدي فوز مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبان إلى وضع فرنسا في مسار تصادمي مع شركائها في الاتحاد الأوروبي، صوت الفرنسيون أمس (الأحد) في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تمثل فيها لوبان تهديداً غير متوقع لآمال الرئيس إيمانويل ماكرون في الفوز بولاية جديدة. وبلغت نسبة الإقبال نحو 65% حتى الظهر، وهي نسبة مرتفعة إلى حد ما في مثل تلك الاستحقاقات الانتخابية. وأظهرت استطلاعات الرأي حصول كل من ماكرون ولوبان على 24٪. ويتنافس 12 مرشحاً في هذا الاستحقاق يتقدمهم الرئيس الحالي، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، واليساري الراديكالي جان-لوك ميلانشون، ومرشحة اليمين التقليدي الوزيرة السابقة في عهد نيكولا ساركوزي فاليري بيكريس، فضلا عن إريك زمور، الشديد التطرف، ويانيك جادو الذي يعد من أنصار البيئة، والصحفي السابق فابيان روسل، ونيكولا دوبون-اينيان. وتضم لائحة المرشحين آن إيدالغو، وجان لاسال، وفيليب بوتو، فضلا عن ناتالي آرتو. وتحدد نتائج الانتخابات من سيحكم ثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي خصوصا مع احتدام القتال بين روسيا وأوكرانيا على أعتاب التكتل الذي يواجه أزمة وجودية. وقد تم تسجيل نحو 48.7 مليون ناخب للتصويت، على أن يخوض المرشحان اللذان سيفوزان بالمركزين الأول والثاني جولة الإعادة يوم 24 أبريل القادم. وفيما بدأت النتائج في الظهور مساء (الأحد) على أن يعترف لاحقا المرشحون الخاسرون بالهزيمة، إلا أنه لن يكون ممكناً معرفة الفائز إلا في وقت متأخر على رغم أن استطلاعات الرأي ترجح فوز ماكرون بفترة رئاسية ثانية، لكن بهامش فوز أقل كثيرا مما كان عليه عندما تم انتخابه في عام 2017، إذ يواجه منافسة شديدة من لوبان. وتكمن أهمية الانتخابات الحالية في توقيتها وظروفها، إذ إن المرشحين الرئيسيين ماكرون ولوبان لديهما وجهات نظر مختلفة إزاء السياسة الخارجية وكيفية التعامل مع روسيا والاتحاد الأوروبي. كما أن لديهما أيضاً مواقف مختلفة جداً حول كيفية التعامل مع المالية العامة أو مع المستثمرين الأجانب. ويعني فوز ماكرون استمرار فرنسا على نهجها، في حين أن انتصار لوبان من شأنه أن ينبئ بحدوث تغييرات كبيرة خصوصا أن باريس أضحت الآن القوة العسكرية الرئيسية في التكتل الأوروبي بعد خروج بريطانيا، كما أنها ثاني أكبر اقتصاد بلا منازع في الاتحاد الأوروبي.