مع أزمات الارتفاع الحالي للغذاء في غالبية دول العالم؛ أصبح واجباً علينا تعلُّم «الاعتدال» في استهلاكنا الغذائي اليومي، خصوصاً في رمضان الفضيل. لماذا تتحول الأسواق قبيل دخول الشهر الكريم إلى خلية نحل لا تهدأ من المتبضعين؟.. في كل موسم رمضاني منذ أعوام طويلة سيطرت علينا ثقافة مجتمعية تتزايد من عام لآخر، أصبحنا في سباق من أجل اقتناص ما لذ وطاب من الغذاء بشتى أنواعه؛ ما يلزمنا أو لم يلزمنا.. سلوك من الإسراف والتبذير يدخل علينا سنوياً متنافياً مع روحانية الشهر الكريم (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين). تنوع زراعة السلع الاستهلاكية وصناعتها في بلادنا غير الآتية من معظم دول العالم؛ لا يعني أن تستهلك أكثر، فوزارة التجارة بجولاتها الميدانية تتأكد من توفر السلع والخدمات في الأسواق المحلية وتنوعها، لذا فإن هناك حالة من الأمن الغذائي والاستقرار الذي لا يدعو للقلق.. هذا يجعلنا نتساءل: لماذا هذا التنافس على اقتناء المواد الغذائية بكثرة؟، لماذا لا نشتري ما نحتاجه فقط وباعتدال؟، لماذا هذا الهاجس عند البعض قبل دخول شهر رمضان؟. ولأن الكثير من هذه الأطعمة الرمضانية تشترى ومصيرها للأسف إلى سلة المهملات؛ أدعو الجميع إلى التحلي بثقافة «الاعتدال» والابتعاد عن تلك العادة السيئة في اكتناز الغذاء في رمضان المسيطرة علينا طوال سنوات ماضية.. إنها دعوة صادقة للجميع باقتناء الاحتياجات التموينية اللازمة قدر المستطاع، والابتعاد عن الهدر والإسراف. إن روحانية رمضان تفرض علينا «الاعتدال»، وإعطاء المحتاج حاجته من الغذاء بدلاً من الهدر والتبذير.. ذلك هو الذي يزرع الأمل والتسامح والحب بين المجتمع غنيه وفقيره.. وذلك هو «الاعتدال الرمضاني» الذي يحتاج منا إلى وقفة متأنية بتفكير مختلف.