التزمت المملكة منذ عقود بالسياسة النفطية المعتدلة، والمنسجمة مع رؤية المنتجين، ورفعت المملكة إنتاجها من النفط بواقع 54 ألف برميل يومياً خلال يناير 2022، ليصل إلى نحو 10 ملايين برميل يومياً، ما يعد أعلى مستوى إنتاج منذ أبريل 2020، وواصل الارتفاع للشهر العاشر على التوالي، ليبلغ نحو 10.145 مليون برميل يومياً. وتبذل المملكة جهوداً حثيثة، بالتنسيق مع الشركاء في «أوبك +» لتجاوز الاضطرابات في أسواق النفط في قابل الأيام من هذا العام، في ظل توقعات بحدوث مفاجآت، والتعرض لموجات ارتفاع جديدة في أسعار الخام بحكم ما يمر به العالم من أحداث. وتمثل «الهجمات الإرهابية» من الحوثيين على مواقع النفط السعودية تهديداً كبيراً لإمدادات الطاقة. ويرجح مراقبون تفاقم الآثار الوخيمة المترتبة على التصعيد الحوثي، بحكم استمرار إيران في تزويد المليشيات في اليمن بتقنيات الصواريخ البالستية والطائرات المتطورة دون طيار التي تستهدف بها مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة. ومن الطبيعي ألا تتحمل المملكة مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، وعلى المجتمع الدولي أن يعي خطورة استمراء إيران تعريض مصادر الطاقة للخطر بحكم تمويلها الجماعات الإرهابية بالمال والعتاد لضرب مواقع إنتاج البترول والغاز ومشتقاتهما في المملكة، ما يعسّر الوفاء بالتزاماتها، ويهدد أمن عبور الإمدادات للأسواق، ويرفع أسعار الطاقة، تزامناً مع ما تشهده أسواق الخام من اضطراب بسبب الصراع الروسي الأوكراني.