مع تباشير رمضان ينشط سماسرة العاملات المنزليات، وتتعدد وسائلهم في اختراع كل ما يعينهم على التربح وأكل أموال الناس بالسمسرة والإغواء وإغراء العاملات على الهروب من كفلائهن وتشغيلهن لدي الغير مقابل عمولة يتلقاها السمسار من طرفي المعادلة.. هي مفاهيم السمسرة والنصب والاحتيال التي تثور وتكبر مع اقتراب المواسم خصوصاً رمضان بهدف الخروج بأكبر حصة من الغنائم. وكالعادة في الطرف الآخر محتالون ونصابون ينسجون حبالهم على الضحايا بطرق أكثر دقة واحترافية في الهجوم والمناورة وادعاء القدرة على توفير عاملات رمضان وذلك باستخدام مواقع شهيرة تروّج لأسعار رخيصة. ورصدت «عكاظ» في مسح على بعض المنصات الأسلوب الجديد لمحتالي عاملات رمضان، إذ درج بعضهم على إطلاق تغريدات ورسائل نصية ونشر أرقام تواصل مع انتحال صفة شركة لتوفير العاملات المنزليات، ولا يكتفي المحتالون بأرقام التواصل بل يتم دعم احتيالهم بإرسال عشرات الصور والسير الذاتية لعمالة متعددة الجنسيات يدعي المحتالون القدرة على إحضارهن قبيل رمضان للعمل طوال الشهر أو لساعات محددة. ويطلب المحتالون تحويل مبالغ مالية مقابل توثيق العقود وتوفير العاملة، ثم يتملصون من وعودهم وإخفاء الشركة التي زعموا قدراتها الخيالية. المحتالون يغلقون الخط عبدالخالق الزهراني روى ل«عكاظ» حكايته مع أحد المحتالين إذ تواصل معه بعدما اطلع على إعلان ترويجي في منصة إلكترونية عن وجود عاملات منزليات بأسعار منافسة، وأكد له الطرف الآخر قدرته على تنفيذ مهمته في أقصر وقت، وعزز وعوده بإرسال السير الذاتية مقابل تحويل مبلغ 200 ريال قيمة تحرير عقد الاتفاق، ثم طلب منه تحويل مبلغ 1500 ريال نظير إحضار العاملة، يضيف الزهراني: طلبت منهم لقاء العاملة على أرض الواقع فحاول المحتال التهرب، ووسط إصراري على زيارة مكتبهم ومشاهدة العاملة أغلق خط الهاتف في وجهي ورفض الرد على كل اتصالاتي! ولا تختلف حكاية عائشة الهوساوي عن بقية الحكايات وتقول: إنها تواصلت مع رقم مكتب لتوفير العاملات في منصة تويتر، وبعد التواصل مع المتحدث بعث الأخير عدداً كبيراً من السير الذاتية لعاملات من مختلف الجنسيات، ورفض المكتب عرضاً منها بالزيارة ولقاء العاملة على أرض الواقع.. ثم أغلق خط الهاتف. حجب 28 مليون مكالمة انتحالية 28 مليون مكالمة انتحالية تم حجبها، و37 مليون رسالة تم رصدها، بإجمالي يصل إلى 65 مليوناً، بالإضافة إلى تعليق أكثر من 246 ألف رقم، ووصل عدد البلاغات المستقبلة إلى أكثر من 8.3 ملايين بلاغ عن عمليات احتيالية تم تنفيذها أو جرى محاولة تنفيذها خلال عام واحد رصدتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالمملكة. وعلى الرغم من التحذيرات التي تطلقها الأجهزة المعنية، وتنبيهات المختصين من ذوي الشأن من الأساليب الاحتيالية الحديثة التي تستخدمها عصابات النصب والاحتيال للإيقاع بضحاياها والاستيلاء على ممتلكاتهم وأموالهم أو صورهم ومعلوماتهم الشخصية، إلا أن سقوط الضحايا يتواصل وأماني الثراء تورطهم فخسر البعض مبالغ مليونية وآخرون تحويشة العمر. إعلانات الخداع والتضليل السجن و الغرامة للمحتالين الخبير الأمني اللواء متقاعد مسفر الجعيد حذر من حالات النصب والاحتيال التي يتعرض لها الباحثون عن عاملات منزليات؛ عبر إيهامهم بتوفيرها مقابل دفع مبالغ بسيطة، وإنهاء إجراءات تشغيلهن. وبيّن أن المحتالين يستغلون اقتراب شهر رمضان وحاجة الناس إلى العاملات، مشيراً إلى أن منصات التواصل تضج بالإعلانات التي تزعم القدرة على جلب العاملات بهدف الاستيلاء على أموال ضحاياهم، على أن يتم الجلب بعد شهر أو أسبوع، ليفاجأ الضحية بعد ذلك بوقوعه في شباك المحتالين. واعتبر الجعيد الإعلانات غير المباشرة خداعاً وتضليلاً. أكد المستشار القانوني سيف أحمد الحكمي أن عقوبة النصب والاحتيال في السعودية تنص على السجن مدة لا تزيد على 3 سنوات وبغرامة لا تزيد على مليوني ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين لكل شخص يرتكب أياً من الجرائم المعلوماتية الآتية: الاستيلاء لنفسه أو لغيره على مال منقول أو على سند، أو توقيع هذا السند وذلك عن طريق الاحتيال، أو اتخاذ اسم كاذب أو انتحال صفة غير صحيحة، وفي حال اقترنت جرائم الاحتيال بجرائم غسل الأموال يعاقب الجاني بجرائم غسل الأموال بالسجن مدة لا تقل عن سنتين ولا تتجاوز 10 سنوات، كما يعاقب بغرامة لا تزيد على 5 ملايين ريال أو بكلتا العقوبتين. وشدد الحكمي على أن نظام نظام مكافحة جرائم النصب والاحتيال وخيانة الأمانة نص على كل من تملك مالاً أو استولى عليه أو أتلفه أو بدده أو فرط فيه أو مكن غيره، أو استخدمه للحصول على منفعة له أو لغيره و كان هذا المال قد سلم إليه على سبيل الأمانة أو الوديعة أو الرهن أو الوكالة أو أي عقد من عقود الأمانة يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 5 سنوات أو بغرامة مالية لا تزيد على مليون ريال أو بهمها. إسقاط 4 نفذوا 20 عملية نصب بالرياض شهدت منطقة الرياض ضبط (4) مقيمين نفذوا (20) عملية نصب واحتيال عبر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. وكشف المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة الرياض الرائد خالد الكريديس بأن المتابعة الأمنية لمكافحة جرائم النصب والاحتيال أسفرت عن القبض على (4) مقيمين من الجنسيتين السورية واليمنية في العقدين الثالث والخامس، نفذوا (20) عملية نصب واحتيال في عدد من مناطق المملكة، تمثلت في الإعلان عبر حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي مدّعين تقديم خدمات عامة مقابل مبالغ مالية، مستخدمين للتواصل شرائح اتصال محلية ودولية، استولوا من خلالها على ما يزيد على (1,300,000) ريال، وتم إيقافهم واتُّخذت بحقهم الإجراءات النظامية الأولية، وأحيلوا إلى النيابة العامة. وفي منطقة القصيم كشف المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة القصيم المقدم بدر السحيباني، بأن الجهات الأمنية تمكنت من القبض على مقيْمَين من الجنسية السورية، ارتكبا جرائم نصب واحتيال بذات النمط والسلوك الإجرامي، تمثلت في جمع أموال عبر الترويج لاستثمارات وهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام حسابات ضحاياهما في الإيداع والتحويل ليتم بعد ذلك تحويلها خارج المملكة، وضبط بحوزتهما مبلغ (286,000) ريال، وجرى إيقافهما واتخذت بحقهما الإجراءات النظامية الأولية، وإحالتهما إلى فرع النيابة العامة.