يقول الشاعر حافظ إبراهيم الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق من حضن أمك تبدأ حياتك، من ظل امرأة تبدأ مسيرتك وسيرتك، مهما يصل الإنسان يبقى أثر المرأة التي ربته وعاش في رياض أحضانها طفلاً واضحاً وجليّاً، المرأة هي المدرسة الأولى للإنسان، فمن منا لم يتربَّ ويترعرع تحت ظل امرأة، من منا لم يتشرب من أمه، من المرأة التي ربته معالم شخصيته، وتتبلور طباعه وسلوكه. في يوم المرأة العالمي 8 مارس يحتفل العالم بالمرأة لأنها عظيمة، ولأنها مكافحة، ولأنها أساس بناء المجتمع، فهل يستقيم المجتمع بلا امرأة متعلمة مدركة لمسؤولياتها ودورها في نهضة المجتمع، وهل يستقيم المجتمع بلا رجل يعي دوره في تهيئة البيئة المناسبة للمرأة لكي تصنع المجتمع. فإن كانت المرأة نصف المجتمع -كما يقال ويتردد على مسامعنا، فالواقع يقول إن المرأة هي المجتمع بأكمله، هي الأرض الخصبة التي تنبت فيها الأشجار ونقطف ثمارها، هي الموطن والدار والملاذ. ونحن في بلادنا -حماها الله- تجد المرأة ما لا تجده غيرها في بلاد كثيرة، من الاهتمام وفرص التعليم وفرص العمل والحياة الكريمة، ونحن لسنا مجتمعاً ملائكياً، ولكننا مجتمع يقوم على الإسلام الذي علمنا أن المرأة إذا انكسرت ضعف المجتمع، وأن في كسرها كسر لأطفالها، الرفق بالمرأة آخر ما أوصى به نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في خطبة الوداع «رفقاً بالقوارير»، ما أعمق هذا التشبيه وما أعمق هذه الوصية، فلنتمعن فيها جيداً. حبا الله بلادنا بقيادة (أدامها الله)، وضعوا بناء الإنسان من أولويات سياستها، فحظي كل فرد منها بفرص التعليم والعمل، وعلى مر السنين وضعت بلادنا خططاً استراتيجية لتنمية المجتمع، ورفعت سقف التطلعات تجاه إعداد أجيال متعلمة مثقفة واعية، حتى أصبح الاستثمار في الإنسان من ركائز الإعمار والبناء والتنوع في مصادر الاقتصاد، وهذا ما نصت عليه رؤية بلادنا الطموحة 2030، وفي كل خطوة تخطوها بلادنا لم تغفل وهلة عن تذليل الصعاب وبسط الطريق أمام المرأة لتسير في مسيرة التنمية يداً بيد مع الرجل، فمنحت الفرص والثقة والبيئة الخصبة لتنطلق نحو النجاح والإبداع، وها نحن نراها في كل مجال تخوض وتتميز بفضل من الله، ثم قيادتنا الرشيدة.