رأى الخبير الصحي أستاذ الصحة العامة البروفيسور توفيق أحمد خوجة، أن عدم ممارسة 80% من السعوديين (فوق 15 عامًا) للرياضة -وفقا لتقرير مجلس شؤون الأسرة- سلوك محفوف بالمخاطر المتعلقة بصحة الإنسان، مبينًا أن فرص الأمراض المكتسبة تزداد في غياب ممارسة أي نوع ونشاط رياضي. وقال ل«عكاظ» إن ممارسة أي نشاط رياضي تساعد في الحفاظ على صحة الجسم، فهي مفتاح التحكم في وزن الجسم، لأنها تساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة، كما تحسن مستوى سكر الدم، وقدرة الرئتين، وتخفض مستوى الكوليسترول، وتحافظ على مرونة المفاصل وقوة العظام، كما تبقي القلب في حالة نشاط دائم، بجانب تقوية العظام وتفادي الإصابة بالهشاشة، ومواجهة الأرق وتعزيز النوم الصحي، كما تساعد الرياضة على تحسين الحالة المزاجية، وتحفيز إفراز المواد الكيميائية، مما يجعل الفرد يشعر بالاسترخاء والسعادة، وبذلك فإن الرياضة والصحة عاملان مرتبطان ببعضهما، إذ تملك الرياضة تأثيراً إيجابياً على الصغار والبالغين، وتساعد على التحكم الإيجابي في الكثير من الأمراض المكتسبة. ولفت خوجة إلى أن هناك أسبابا عديدة لها دور في عزوف الكثير من أفراد المجتمع عن الرياضة، ومنها الاعتماد على وسائل الراحة والرفاهية الجسمانية، فأصبحت الحركة قليلة والنشاط البدني لا وجود له، بجانب الضغوط النفسية والحياتية التي قد يعيشها الفرد لأسباب واعتبارات عديدة، مما يؤدي إلى نمط اجتماعي تكثر فيها نسبة المخاطر الصحية التي يتعرض لها الفرد، وإضافة إلى ذلك الخمول المترافق بنمط غذائي غير صحي مما يترتب عليه زيادة الدهون والسعرات الحرارية، وتدريجيًا ومع مرور الوقت الإصابة بالسمنة ومضاعفاتها. وأشار إلى أن دراسة أمريكية حديثة أجراها باحثون في جامعة جنوب غرب تكساس الطبية، جددت التأكيد على أن ممارسة الرياضة بانتظام لمدة 30 دقيقة يوميًا في منتصف العمر يمكن أن تقي من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ووجد الباحثون أن أثر التمارين الرياضية لا يعود على القلب فقط، بل يحسن وظائف المخ أيضا، ما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض والاضطرابات العقلية، وذلك لأن التمرينات تحسن عملية ضخ الدم إلى المخ. ونصح الخبير الصحي البروفيسور خوجة جميع أفراد المجتمع بالحرص على ممارسة أي نشاط رياضي، مثل المشي لمدة نصف ساعة يوميًا بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا، وتجنب السلوك الغذائي غير الصحي، والحرص على النوم الصحي، وتجنب التدخين والمشروبات الغازية، والحد من مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة. وكان مجلس شؤون الأسرة قد أوضح أن ممارسة الرياضة اليومية لها تأثير كبير على حياة أفراد الأسرة، وتنعكس إيجاباً على مختلف النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية للفرد والمجتمع، مشيرًا إلى أن نحو 80% من السعوديين (فوق 15 عامًا) لا يمارسون الرياضة، فيما بلغت نسبة الممارسين لها أكثر من 20%، وذلك وفقاً لمسح ممارسة الأسرة للرياضة الذي أصدرته الهيئة العامة للأحصاء. وأبان أن سكان منطقة مكة كانوا الأعلى ممارسة للرياضة بنسبة 23%، ثم نجران بنحو 21%، فالرياض بنحو 19%، وحلت جازان رابعًا ب20%، وجاءت الجوف خامسًا بنسبة تقدر بنحو 19%.