تحتفي المملكة العربية السعودية اليوم (الثلاثاء) 21 رجب 1443ه الموافق 22 فبراير 2022، بذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى في منتصف عام 1139ه الموافق لشهر فبراير من عام 1727، على يدي الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- بناءً على الأمر الملكي اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل أكثر من ثلاثة قرون وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى وقتنا الحاضر. ويفتخر أبناء المملكة بهذا الإرث التاريخي الكبير الذي أسسه الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في دولة مترامية الأطراف رسمت سجلاً حافلاً لأحداث الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي عاشها أبناء الجزيرة العربية -آنذاك- تحت حكم الدولة السعودية الأولى مرورا بحكم الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود -رحمه الله- في الدولة السعودية الثانية حتى قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- عام 1319ه (1902) لتأسيس الدولة السعودية الثالثة وتوحيدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها حتى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وذكرى يوم التأسيس فرصة سانحة لاسترجاع ذاكرة ثلاثة قرون مضت منذ تأسيس الدولة السعودية وما تحمله من أحداث ومواقف خلدتها كتب التاريخ والِّسير، وبرزت معالمها على امتداد الجزيرة العربية إذ لم تكن دولة وليدة لحظة عفوية بل تشكلت على مدى قرون ورسخت قواعد الدولة المتماسكة التي أرست الحكم وجعلت أمن المجتمع في مقدمة اهتماماتها مع خدمة الحرمين الشريفين وتحقيق رغد العيش للمجتمع وسط تحديات كثيرة، لكن عمق التلاحم الوطني وقوته كان بفضل الله تعالى سبباً في تعاقب الدولة السعودية منذ عام 1727 حتى وقتنا الحاضر، وصد أي عدوان خارجي أو محاولة لخلخلة النسيج الاجتماعي في الدولة السعودية لتستمر نجاحاتها حتى العهد الميمون على الرغم من الظروف العصيبة التي مرت بها في الماضي. فعاليات تحلق في سماء الإبداع والولاء تشهد مدن المملكة بهذه المناسبة إقامة عدد من الفعاليات الثقافية والفنية والشعبية التي تحلق في سماء الإبداع والحب والولاء مجسدة عمق هذا التاريخ الكبير الذي خلفه لنا قادة هذه البلاد المباركة ورجالاتهم حتى الوقت الحاضر في لوحات معبرة عن فصول من الزمن مرت بها هذه البلاد في أوقات الرخاء والشدة، وظلت خلالها -ولله الحمد- راسخة أبية محافظة على هويتها العربية الأصيلة مجددة مفهوم الوحدة الوطنية في كل مرحلة من مراحل بناء الدولة السعودية الأولى فالثانية حتى قيام المملكة العربية السعودية ظل خلالها التلاحم عنوانا بارزا للعلاقة المجيدة ما بين الشعب والقيادة الرشيدة، وسيطلع الجميع على تفاصيل تاريخ بلادهم الكبير الذي رُسمت فيه ركائز بناء المجتمع في ظل استقرار وازدهار مستمر على مر القرون وسيبقى بإذن الله خالدا بمقوماته للأجيال الحاضرة والقادمة.