يكتب التاريخ مجداً تُسطره الحروف والكلمات من معين الشعر والنثر؛ بأجمل درر، وأعبق وزن، وأبهى قافية، ليكون تخليداً لصانعه؛ فكتب عن الملاحم والغزوات، والاكتشافات والصناعات، بل حتى ما أبدعه العلماء، وسطره المؤلفون؛ لتتناقل الأجيال ذلك الموروث جيلاً بعد آخر بمداد من فخر، ومزيد من فهم، بل واستيعاب وأصالة لمبدعها؛ فكيف بنا ونحن نكتب عن أعظم إنجاز في القرون الثلاثة الماضية وقد أحدث في العالم بصمة، وأعاد التوازن لواقع أمة، ليكون محور الكون، وصمام أمان لأرض طاهرة، وشعب أصيل. إنها حكاية وطن بزغ فجره وما زال ملاذاً للخائف، وأماناً للعابد، ومناراً للإسلام والمسلمين. هو تاريخ بهيج، وميلاد مجيد، لتأسيس كيان سياسي لدولة عظيمة (المملكة العربية السعودية)، حيث العمق في النشأة، والنبل في التوحيد، والتكاتف في البناء والنماء. تولى الإمام محمد بن سعود، رحمه الله، الحكم عام 1139 ليعلن لأول مره عن وحدة في الجزيرة العربية لم تكن لأكثر من ألف عام؛ لتصبح «الدرعية» عاصمةً للدولة السعودية الأولى، وقد قال: «إذا ذُل الكريم فلا بد من نصرته» لتستمر ملاحم البناء والعطاء، مروراً بالدولة السعودية الثانية 1240، وصولاً لعام 1319 بتأسيس الدولة السعودية الثالثة؛ ليكون الإبهار باكتمال الوطن كعقد فريد؛ عندما تم توحيد ترابه بتفرد مطلق عام 1351 على يد جلالة الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه؛ لتَثبُت أركان حكمه، وتُضيء اللحمة الوطنية بين شعب وقيادة، إذ سطرت أروع صور الولاء والطاعة لدولة بهية دستورها القرآن الكريم، ولغتها العربية، وكيانها عين بها مكة والأخرى تزهو بالمدينة، وقلبها الرياض، وكل شبر منها كالروح بالجسد؛ فأي شرف ومهابة أعظم من ذلك. احتفال مستساغ بعمق في التاريخ، وأصالة في التأسيس؛ ليكون يوماً يحتفى به 22 فبراير من كل عام حيث حنكة قائد، وثبات وطن.