يتساءل كثيرون، لماذا تجري الهيئة العامة للإحصاء تعدادا للسكان في ظل وجود جميع بيانات المواطنين والمقيمين لدى المركز الوطني للذكاء الاصطناعي ومركز المعلومات الوطني وتطبيقات أبشر وتوكلنا؟! السبب أن نتائج التعداد الذي تجريه الهيئة وفق أفضل نماذج الإحصاء والممارسة العالمية المتبعة في دول مجموعة العشرين، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، تقدم معلومات أكثر تفصيلا حول الخصائص السكانية والسكنية والاجتماعية والاقتصادية، حيث يساعد تحليل البيانات الدقيقة الدولة في رسم خططها وسياساتها التنموية وتطوير المخططات العمرانية وتوزيع الميزانيات بين المناطق الإدارية بناء على الاحتياجات، بينما يرشد القطاع الخاص عند رسم خططه الاستثمارية، ويوفر للباحثين المختصين معلومات قيّمة مع الحفاظ على خصوصية المعلومات! كما أن تعداد السعودية 2022 سيسهم بشكل فاعل في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث ستمكّن مخرجاته صنّاع القرار وراسمي السياسات في مؤسسات الدولة من الوصول إلى خطط تنموية تدعم برامج الرؤية وتنجز مبادراتها الطموحة! من هنا نجد أن مسؤولية المشاركة في هذا التعداد بالغة الأهمية، ويتحمل أرباب الأسر والأفراد المواطنين والمقيمين هذه المسؤولية من خلال تقديم البيانات للباحثين الميدانيين أو العد الذاتي عن طريق تعبئة بيانات التعداد إلكترونيا، فالمخرجات تسهم في رسم مستقبل التنمية في البلاد وتحديد المفاصل الدقيقة لمحركاتها وتقديم الحلول لمشكلاتها! باختصار.. المشاركة في إنجاح تعداد 2022 هي مشاركة في بناء المستقبل!