أقدم أطيب تحياتي للمواطنين الهنديين في الداخل وفي الخارج، وبمناسبة يوم جمهورية الهند الثالث والسبعين! إنها مناسبة للاحتفال بما هو مشترك بيننا جميعاً، وهو شخصيتنا الهندية. وفي مثل هذا اليوم عام 1950، تأسست الهند كأكبر جمهورية ديمقراطية، و«نحن الشعوب» وضعنا دستوراً في حيز التنفيذ يمثل وثيقة ملهمة لرؤيتنا الجماعية. إن التنوع وحيوية ديمقراطيتنا موضع تقدير في جميع أنحاء العالم، يتم الاحتفال كل عام بيوم الجمهورية بروح الوحدة وكوننا أمة واحدة. تكون احتفالات هذا العام صامتة بسبب الوباء ولكن الروح قوية كما كانت دائماً. وبهذه المناسبة، نذكر أيضاً المناضلين العظماء للحرية الذين أظهروا شجاعة لا تضاهى في سعيهم لتحقيق حلم الحكومة الذاتية (سواراج) وأشجع الناس على الكفاح لأجلها، وتم إعطاء هذه القيم الأولوية في دستورنا في شكل الحقوق الأساسية والواجبات الأساسية للمواطنين فالحقوق والواجبات لها وجهان لعملة واحدة. إن احترام الواجبات الأساسية الواردة في الدستور من قبل المواطنين يخلق البيئة المناسبة للتمتع بالحقوق الأساسية. من خلال الوفاء بالواجب الأساسي المتمثل في تقديم الخدمة الوطنية عندما طلب منهم القيام بذلك، حول الملايين من شعبنا حملة تنظيف الهند (Swachh Bharat Abhiyan) وحملة التطعيم ضد الكوفيد إلى تحركات جماعية، وجزء كبير من الفضل في نجاح مثل هذه الحملات يعود إلى مواطنينا المطيعين. أنا متأكد من أن شعبنا سيواصلون تعزيز حملات المصلحة الوطنية بمشاركتهم النشطة وسيظهرون نفس التفاني. ولا يفوتني أن أقتبس من المهاتما غاندي ما ذكره عام 1930، عن كيفية الاحتفالات، «تذكروا أنه نظراً لأننا نرغب في تحقيق غايتنا بالوسائل غير العنيفة والصادقة فقط، فلا يمكننا فعل ذلك إلا من خلال تنقية الذات، لذلك ينبغي لنا أن نكرس اليوم للقيام بهذا العمل البناء الذي يكمن في قدرتنا على القيام به». وليس بحاجة بقول، إن نصيحة الغاندي لا يحدها زمن. كان يود أن نحتفل بيوم الجمهورية بنفس الطريقة. لقد أراد منا أن ننظر إلى الداخل، ولنتأمل أنفسنا ونسعى جاهدين إلى أن نصبح أفضل، ثم لننظر أيضاً إلى الخارج، لنتعاون مع الآخرين، ونساهم في صنع الهند أفضل والعالم أفضل. لم يكن العالم في حاجة ماسة إلى المساعدة كما هو الآن. لقد مر أكثر من عامين وما زالت البشرية تكافح فايروس كورونا. أنا فخور بالقول إننا أظهرنا تصميماً لا مثيل له ضد الجائحة في السنة الأولى قمنا بتطوير البنية التحتية للرعاية الصحية ووصلنا أيضاً لمساعدة الآخرين. وبحلول العام الثاني، قمنا بتطوير لقاحات محلية وأطلقنا أكبر حملة تطعيم في العالم في تاريخه تتقدم بخطى سريعة في بلدنا. وخلال الوباء، وصلنا إلى العديد من الدول الأخرى باللقاحات والمساعدات الطبية الأخرى. وقدرت المنظمات الدولية مساهمة الهند بتقدير عال. وبسبب تدخلات السلطات الهندية في الوقت المناسب، فإن اقتصاد الهند يتحرك مرة أخرى، مجسداً روح الهند في مواجهة الأحداث، حيث إن الاقتصاد من المتوقع أن ينمو بمعدل مثير للإعجاب في هذه السنة المالية، بعد تعرضه لانكماش العام الماضي. هذا يدل على نجاح «مهمة الهند المعتمدة على نفسها» (Atmanirbhar Bharat Abhiyan) الذي تم إطلاقه في العام الماضي. كما وضع رواد الأعمال الشباب المبتكرون الهنود معايير جديدة للنجاح من خلال الاستخدام الفعال للنظام البيئي للشركة. إنه لمن دواعي السرور أن نلاحظ أن الهند قد وجدت مكاناً بين أفضل 50 اقتصاداً مبتكراً. كما إنه لمن دواعي إرضائنا أكثر أن نلاحظ أننا تمكنا من تعزيز الجدارة مع التأكيد أيضاً على الإدماج الشامل. وفي الآونة الأخيرة، قامت الفرق المتخصصة التابعة للقوات البحرية الهندية وشركة كوتشين شيبيارد المحدودة (Cochin Shiyard Limited) ببناء حاملة طائرات محلية على أحدث طراز آي أيه سي IAC Vikrant والتي سيتم إدخالها في أسطولنا البحري. وبسبب هذه القدرات العسكرية الجديدة، تعد الهند الآن من بين القوى البحرية الرائدة في العالم. هذا مثال مثير للإعجاب للتحرك نحو الاعتماد على الذات في مجال الدفاع. وبصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، يسعدني أن أشير إلى أن هذا العام كان عاما مناسبا لتمكين المرأة في القوات المسلحة؛ لقد كسرت بناتنا سقفاً زجاجياً، وسُمح الآن بتكليف دائم للضابطات في مناطق جديدة وسيتم تعزيز خط أنابيب المواهب للقوات مع النساء القادمات من خلال المدارس العسكرية وأكاديمية الدفاع الوطني المرموقة. وبالتالي، ستستفيد قواتنا المسلحة من توازن أفضل بين الجنسين. وانا واثق أن الهند في وضع أفضل اليوم لمواجهة تحديات المستقبل ولقد أصبح القرن الواحد والعشرين عصر تغير المناخ، وقد اتخذت الهند موقعاً ريادياً على الساحة العالمية في إظهار الطريق، لا سيما بدفعها الجريء والطموح للطاقة المتجددة. على المستوى الفردي حيث يمكن لكل شخص منا أن يتذكر نصيحة المهاتما غاندي ويساعد في تحسين العالم حولنا. اعتبرت الهند دائماً أن العالم كله كعائلة واحدة. أنا متأكد أن بلدنا والمجتمع العالمي بأسره، مستوحى من روح الأخوة العالمية هذه، سيتجهان نحو مستقبل أكثر إنصافاً وازدهاراً. أعزائي المواطنين في هذا العام، ستعبر الهند معلماً بارزاً عندما تكمل 75 عاماً من استقلالها ونحتفل بهذه المناسبة باسم (آزادي كا أمريت مهاتسوف). إنه لمن المشجع أن نلاحظ أن شعبنا، وخاصة الشباب، يشاركون بحماس في مجموعة متنوعة من الأحداث والبرامج المنظمة للاحتفال بهذا العام التاريخي. إنها فرصة عظيمة ليس فقط للجيل القادم بل لنا جميعاً أيضاً لإعادة التواصل مع الماضي لنا. عندما حصلنا على الاستقلال، تركنا استغلال الحكم الاستعماري في فقر مدقع، لكن في غضون خمسة وسبعين عاماً، قمنا بتحقيق تقدم مثير للإعجاب. والفرص الجديدة تنتظر الجيل القادم. لقد استفاد شبابنا من هذه الفرص ووضعوا معايير جديدة للنجاح. أنا متأكد أنه مع هذه الطاقة والثقة وريادة الأعمال، سيواصل بلدنا المضي قدماً على طريق التقدم وستضمن بالتأكيد مكانها الصحيح، الذي يتناسب مع إمكاناتها، في المجتمع العالمي. رئيس جمهورية الهند