لماذا التاريخ يسطر ويحفظ قصص الفشل والنجاح ويرسخها لتبقى آلاف السنين ويتداولها الأجيال والأنجال؟ لأنها ليست مجرد قصص عابرة دون معنى، بل هي تجسد دروساً ومفاهيم وطريقة تفكير يجب أن تخلد لتبقى مدرسة من مدارس الحياة نتعلم منها. ألبرت آينشتاين، على سبل المثال وليس الحصر، من أغرب قصص النجاح بعد الفشل، فهو لم يستطع النطق والكلام إلا في الرابعة من عمره، ناهيك عن معاناته من التوحد، وكان المعلمون يرونه متأخرا عقليا، وأنه يعاني من صعوبات كبيرة في الفهم والاستيعاب ولن يصبح شخصا ذا قيمة. ومن ثم أصبح أعظم عالم فيزياء في تاريخ البشرية على مر العصور، ومخترع القنبلة الذرية، ومؤلف نظرية الفلسفة، وصُنِّفَ من أهم 100 رجل في التاريخ، لذلك أصبح قصة يجب أن تكتب. قد يستغرب البعض أو الكل عن الربط بين آينشتاين وغيره من الشخصيات مثل توماس أديسون (مخترع الكهرباء) وفشلهم ونجاحهم وعلاقتهم بالاتحاد ورئيسه ولاعبيه، ولن ألومهم. أجد أن هناك علاقة مجازية وقصة اتحادية يجب أن تُكتَب وتُسَجَّل في التاريخ، كأي قصة ملهمة من الفشل إلى النجاح، وستكتمل روعة هذه القصة مع تحقيق العميد الدوري. نادي الاتحاد برئاسة أنمار الحائلي وصل إلى أسوأ مراحله الفنية والمادية والنفسية في السنتين الماضيتين، ديون وصلت إلى 450 مليون ريال أي ما يقارب نصف مليار ريال، تخبط إداري، ومستويات فنية ضعيفة، ونتائج مخيبة، ولاعبون أجانب ومحليون دون مستوى، مدربون «الله بالخير»، والأسوأ والأمر أنه كان على وشك الهبوط للدرجة الأولى حتى آخر جولة في الدوري. سنتان مضتا على الاتحاد كانتا كفيلتين بالعصف به وبتاريخه، ومسح صولاته وجولاته محليا وآسيويا. سنتان، جهز خلالهما جماهير الاتحاد النظارات الشمسية استعدادا لمباريات «العصر» في دوري الدرجة الأولى. سنتان عاش فيهما النادي وجماهيره اليأس، وكابوسا لا يصدق، كان يكبس على أنفاسهم مع كل مباراة. من يرى الاتحاد الآن وهو متصدر بفارق 5 نقاط عن أقرب منافسيه وما زالت لديه جولة مؤجلة يعرف أنه قصة نجاح يجب أن تُكتَب. من يرى روح الفريق وحماسه وانتصاراته وكفاح وإصرار الرئيس أنمار الحائلي ونائبه أحمد الكعكي اللذين تحملا الإحباط والشتم والانتقاد والديون، وحولا الفشل إلى نجاح، فهي قصة كبيرة يجب أن تُكتَب. من يرى الاتحاد الآن وهو يمتلك أهم وأبرز عناصر أجنبية ومحلية في الدوري السعودي يعرف أنه نادٍ لا يُقهر وقصة نجاح يجب أن تُكتَب. من يرى عودة الاتحاد إلى الصدارة والاقتراب من حصد أقوى دوري عربي، بعد ما مر به من ظروف لا يستطيع أي نادٍ تحملها، يعرف أنه قصة عظيمة يجب أن تُكتَب. من يرى جماهير الاتحاد التي لم تتغير حتى وهو في أسوأ حالاته ومنافسته على الهبوط كانت تملأ جنبات المدرجات عن بكرة أبيها،، يعرف أنهم قصة من الخيال يجب أن تُكتَب. لذلك الاتحاد أيقونة وقصة يجب أن تُخلَّد في تاريخ كرة القدم، ودرس يتعلم منه جميع الأندية والرياضيين الإصرار والتحدي والمثابرة وعدم الاستسلام، فالتاريخ شاهد على ما تعرض له العميد منذ تأسيسه.