وسط البلدة التي أنجبت العلماء والأئمة، المدينة التي تناقل الركبان أخبارها (البكيرية)؛ وُلِد ذلك العالم منتصف الخمسينات الهجرية.. وداخل أسرة «اللحيدان» المنتهي نسبها إلى «إسماعيل بن رميح العريني؛ عاش ربيب «الذكاء الفطري» طفلاً وشاباً نابهاً حفظ القرآن الكريم مبكراً.. أساتذته ومشايخه تنبأوا بعالم له آراؤه في استنباط الأحكام الشرعية وتنزيلها على الواقع.. إنه العلامة المرتبط بالقضاء منذ بدايات شبابه الشيخ صالح بن محمد اللحيدان. بين طموح طاغٍ متزن وحياة علمية وعملية حافلة؛ تميز بالنباهة والتفوق والفقه الرزين.. ومن كبار العلماء المعروفين بعمق المعرفة والحكمة؛ أثنى ركبتيه متقوقعاً بين أركان الجوامع لأخذ العلم واللغة والبلاغة من أهلها.. ومن خبرة علمية وعملية؛ تجوَّل بين المجلس الأعلى للقضاء رئيساً وهيئة كبار العلماء عضواً. حين اتفق علماء الأمة وعامتهم على غزارة العلم وسعة الاطلاع؛ انفرد بخدمة الدين والوطن والأمة وطلبة العلم.. ولما اتسم بالهدوء والحكمة.. ومن سعة اطلاع وانفتاح على المذاهب؛ مكث أعواماً طويلة خطيباً لمسجد نمرة في عرفات.. ومن فكر حصيف وخبرة في القضاء؛ سنّ قلمه لإخراج نوادر المؤلفات والأبحاث والدراسات. عقب تخرجه من كلية الشريعة بالرياض (1379)، عمل سكرتيراً لمفتي الديار السعودية الأسبق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ.. وعين مساعداً لرئيس المحكمة الكبرى بالرياض (1383).. عقبها بعام أصبح رئيساً لها.. ومنذ حصوله على الماجستير من المعهد العالي للقضاء (1389)؛ عينّ قاضي تمييز وعضواً بالهيئة القضائية العليا (1390).. أصبح رئيساً للهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى (1403).. عينّ رئيساً لمجلس القضاء الأعلى بالهيئة العامة والدائمة (1413).. اختير عضواً بهيئة كبار العلماء منذ إنشائها (1391).