مع بدء انطلاق فعاليات برنامج الملتقى الإثرائي الأول لمسابقة اقرأ التي ينظمها مركز عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، اجتمع 20 طفلًا في البرنامج الذي يستمر على مدى أسبوع؛ تمهيدًا للمسابقة التي ستعلن نتائجها في شهر مارس من العام القادم، وتمكّن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 10 إلى 15عامًا، من لقاء المنتج والمؤلف طارق العربي، إلى جانب خوضهم لمفهوم «الكتابة الإبداعية» مع المتخصصة في أدب الطفل الدكتورة صباح عيسوي. ويستعد مركز «إثراء» لاستهداف طلاب وطالبات التعليم من المرحلة الثانوية والجامعية في شهر يناير من العام القادم بهدف تعزيز ثقافة القراءة بين أطياف المجتمع، حيث يتكون البرنامج من 3 مسارات متنوعة وهي مسار «قارئ العام» الذي يستهدف طلّاب وطالبات التعليم في المملكة من المرحلة (الابتدائية العليا، والمتوسطة، والثانوية، والجامعية)، كما يتكون البرنامج الوطني للقراءة «اقرأ» من مسار «سفراء الترجمة» المُقام للمرة الأولى في المسابقة، وموجّهة لجميع المترجمين والمترجمات في المملكة، إلى جانب مسار «سفراء القراءة»، وهي مسابقة مُخصّصة لمعلمي ومعلمات مراحل التعليم العام، والتي تهدف إلى تعزيز دورهم في نشر ثقافة القراءة بين الطلّاب والطالبات من خلال تعيينهم سفراء للقراءة. نمو القدرات ولما للأدب المتمثل في القراءة والكتابة من أهمية على نفوس الناشئة، كشف طارق العربي ضرورة «مسابقة اقرأ» التي يقيمها «إثراء» في نسختها السابعة، مبينًا أن «المسابقة إضاءة لمسيرة حياة الأطفال المشاركين بها، وأتمنى أن تصبح عدوى حميدة للعديد من البلدان العربية، لتكون نموذجًا يقتدى به»، مشيرًا إلى اهتمام المملكة العربية السعودية لمستوى القراءة والتنوع الثقافي، «حيث أولت المملكة العربية السعودية اهتماما بالغا للقارئ الصغير، والسبب عدم استخفافها بقدرات الطفل، على النقيض من دول أخرى تشهد تباطؤا في النمو الثقافي، ما انعكس على مستوى قراءة وإبداع الطفل، لاعتباره من أكثر الفئات العمرية تضررًا»، كما تشهد منطقة الخليج العربي ارتفاعا ملحوظا بمستوى الأدب والاهتمام بقدرات الأطفال، وبث برامج تتناسب مع أعمارهم مع احتواء لمواهبهم، عبر وسائل الإعلام والمسابقات التنافسية. أنشطة جديدة وربط العربي بين زخم البرامج الثقافية المنوّعة للأطفال وبين قدراتهم، سواءً في الموسيقى أو الأغاني أو القراءة والكتابة وغيرها من برامج متنوعة، مستشهدًا بأغاني أفلام الكرتون التي باتت سمة غالبة لأجيال عدة، فخلال 30 عامًا عمل بها في برامج وأغاني الأطفال وإنتاج ما يهم الأجيال حاول إيصال رسائل فكرية لكل طفل في العالم بلغته وقدراته دون إملاءات عليه، وكرّس العربي جل اهتمامه «بالإنتاج الأدبي المؤثر، لذلك بلغ إنتاجه الأدبي للسنة الواحدة 660 منتجا ما بين تأليف وألحان وتسجيل في قناة سبيس تون الكرتونية، بحسب تعبيره»، مضيفًا «ما يشد انتباهي خلال الأعوام الخمسة الأخيرة اهتمام دول كالسعودية بتحفيز وزيادة برامج ومسابقات الأطفال، لتنشئة جيل متمكّن قادر على تعزيز الحراك الثقافي في المستقبل». تحفيز الأطفال من جهتها، وصفت الدكتورة صباح عيسوي مسابقة اقرأ بأنها «تحفيزية للأطفال المبدعين»، حيث تعرّف المشاركون في ورشة الكتابة الإبداعية التي قدمتها عيسوي على كيفية الحصول على نص أدبي مكتوب بطريقة أدبية، مع إمكانية تمييز المقال عن غيره، بهدف تنشيط المعرفة الكتابية للحصول على قراءة ثرية، مشيرةً إلى أن الورشة تعد «برنامجا تدريبيا يكشف عن المستوى الذهني والخلفية الثقافية للمشاركين، لاسيما أنهم موهوبون، فلا يوجد كاتب لا يقرأ»، منوهة إلى أهمية الكتابة الإبداعية في تنمية المهارات والتفكير، فضلًا عن القدرة على كسب المعرفة وتنمية المدارك والملكات للموهوبين. أهمية القراءة تجدر الإشارة إلى أن برنامج الملتقى الإثرائي الأول الذي يقام في نسخته السابعة لمسابقة «اقرأ»، يضم العديد من الفعاليات والبرامج وورش العمل، منها «اجتماع القرّاء مع الرّواد» وبرنامج «قرأت لكم» وأمسية «طارق العربي» وورشة «حكايا لم تكتمل»، فضلًا عن برامج ومحاضرات متنوعة تسلط الضوء على دور القراءة في إثراء معرفة؛ لتفعيل أهداف المسابقة المتمثلة في غرس مفاهيم الاطلاع والقراءة والإنتاج الثقافي المكتوب باللغة العربية؛ إيمانًا بأهمية القراءة بوصفها واحدة من أهم الوسائل في الإثراء المعرفي للأجيال القادمة، وسعيًا إلى تحقيق هدف إلهام وتطوير مليون شاب وشابة بحلول عام 2030.