«بايدن» الذي انخفضت شعبيته حتى بين مؤيديه لدرجة أن البعض اعتبره منبوذاً، أظهرت استطلاعات رأي أنه أسوأ رئيس أمريكي على الإطلاق عبر التاريخ. في 2020 أثناء الانتخابات الأمريكية، أراد «بايدن» إيجاد شرخ في العلاقات السعودية الأمريكية ولم يفلح، بدأها بتصريحاته أنه سيجعل من السعودية دولة منبوذة وسيوقف بيع الأسلحة عنها، وعقب دخوله البيت البيضاوي في 2021 أخرج تقريرين أحدهما ركيك والآخر استفزازي. وحين ارتفعت أسعار «البنزين» في الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب إيقاف «بايدن» أنابيب النفط والغاز من وإلى المكسيك وكندا، اتهم السعودية و«أوبك بلس» أنهما وراء ارتفاع الأسعار، ثم عاد مترجياً السعودية كرئيسة لأوبك بلس لزيادة إنتاجها كي ينخفض النفط في بلاده، معترفاً بتأثير السعودية وأهميتها الدولية وسيادتها. بعض المحللين رأوا أن «بايدن» ليس ذلك القائد الذي يتحمل مسؤولية أخطائه، إضافة إلى التناقض في سياساته الخارجية، من ضمنها تصريحاته أثناء الانتخابات الأمريكية أنه سيوقف بيع الأسلحة للسعودية والإمارات، فعاد بعد توليه الرئاسة ليعطي أوامره لوزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين بالموافقة على صفقة سلاح للسعودية بقيمة 650 مليون دولار. أما ما يتعلق بقضية المناخ، فوضع خطاً لا رجعة له للانبعاثات الكربونية، ثم أصدر أوامره هو والهند والصين واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا بالإفراج عن احتياطيات النفط لديهم ومنها 50 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي الفيدرالي الأمريكي، مما سيزيد الإنتاج بالتالي سيزيد انبعاثات الكربون، وعاد واتهم أوبك+ بقضية المناخ. هذا يذكرني بما قاله الأمير بندر بن سلطان وعادل الجبير، إن الانتخابات هو الموسم السخيف الذي تكثر فيه التصريحات التي لا جدوى منها، والهدف منها الحصول على شعبية لدخول البيت الأبيض، وبعد ذلك يتغير كل شيء بعد الوصول للمكتب البيضاوي. أخيراً.. أمريكا بالنسبة لنا بلد صديق وحليف استراتيجي، والسعودية ليست تابعة، بل دولة ذات سيادة، تصنع سياساتها وتدير ملفاتها السياسية والاقتصادية والنفطية باستحقاق وجدارة.