ما بين مدينة ألعاب «وينترلاند» و«البوليفارد» قضيت عطلة نهاية أسبوع ممتعة مع أسرتي عشت فيها أجواء السائح، في زيارة «وينترلاند» استخدمت خدمة باصات النقل الترددي المجانية المتمركزة في نفس الحي الذي أسكنه، أوقفت سيارتي في مواقف مخصصة ثم صعدنا إلى الباص الفاخر ليوصلنا إلى بوابة الدخول مباشرة! وما بين الدخول والخروج وقضاء الوقت داخل مدينة الألعاب كانت الملاحظة المشتركة، بالإضافة إلى روعة المكان، هي حسن ودقة التنظيم وكفاءة عمل شبابنا وشاباتنا حتى أنك تشعر أنهم يملكون خبرة العمل في أكبر مدن الألعاب العالمية الشهيرة، وكنت أستشعر سعادة غامرة لديهم انعكست على أداء عملهم وحسن ولطف تعاملهم مع الجمهور! في اليوم التالي ذهبت مع الأسرة إلى «البوليفارد»، كان حسن التنظيم وكفاءة العمل ولطف التعامل حاضراً لدى المنظمين، لكن الحاضر الأكبر كان الإبهار الذي يأسرك من لحظة الدخول حتى لحظة الخروج، فالمكان يتجاوز بالفعل حدود الخيال قياساً بالمدة القصيرة التي أقيم بها وتنوع مكوناته وتعدد أنشطته وجودة عناصره! في «البوليفارد» أينما توجهت تجد شيئاً واحداً هو السعادة الغامرة، فالبسمة لن تفارقك طوال الوقت، كما أن تنوع الفعاليات والأنشطة يلبي جميع الأذواق ويقضي معظم الحاجات، وما بين التسوق في المتاجر والاسترخاء في المقاهي والمطاعم والإبحار مع العروض الموسيقية والضوئية المتناثرة في المواقع المفتوحة، والاستمتاع بالعروض المسرحية والفنية تجد أنك حصلت على جرعة كاملة من البهجة! وفي مسرح «رحلة الست» لم أحضر عرضاً مسرحياً باهراً لملامح من حياة أسطورة الغناء العربي أم كلثوم، بل إنني حصلت على إحساس شبه حقيقي بحضور حفل غنائي للست، ومعايشة بعض لحظات حياتها، ناهيك عن مشاهدة مقتنياتها الشخصية الثمينة في متحف صغير يقودك فيه شباب رائعون كمرشدين محترفين! هذا انطباع شخصي عن منطقتين زرتهما من مناطق موسم الرياض ولا أظن أن بقيتها إلا بنفس الإبهار، فجميعها تحمل نفس التوقيع: تركي آل الشيخ الذي أصبح عنواناً لتجسيد الخيال واقعاً! باختصار.. موسم الرياض الباهر عنوان لحاضر ومستقبل رؤية بلاد لا حدود لخيالها!