حقق موسم الرياض نجاحا سياحيا وترفيها باهرا بشهادة الكثير من سكان وزوار الرياض الذين استمتعوا بالعديد من فعالياته، ولعل أبرز صفاته سرعة إنجاز مشاريع الفعاليات وجودتها العالية وإتقان تنظيمها، وغالبا تم ذلك بعقول وأيد سعودية تعزز الإيمان بالكفاءات السعودية متى ما حازت على الثقة وتوفرت لها بيئة العمل المحفزة ! أستطيع أن أقول إن موسم الرياض لم يصنع ترفيها مميزا بقدر ما صنع خيالا، فلا أحد كان يتخيل أن منطقة المربع التاريخية يمكن أن تتحول إلى قطعة من الخيال يتم فيها تذوق التاريخ العريق والحاضر اللذيذ بنكهة ثقافية ! «البوليفارد» بحد ذاته كان قصة نجاح فريدة، فهو أشبه بقرية جمعت كل مواصفات جودة الحياة والسعادة، ويكفيك أن تتأمل الوجوه في طرقاته ومتاجره ومقاهيه ومطاعمه لترى انعكاس هذه السعادة، وكم أتمنى أن يستمر «البوليفارد» لكامل فصلي الشتاء والربيع لأنه يملك كل مقومات الاستمرار والنجاح ! أما قرية ألعاب «الونتر لاند» فقد كانت جزيرة فرح في وسط الرياض وعنوانا للبهجة والسرور اجتمع جميع زوارها بمختلف أعمارهم تحت عنوان واحد هو السعادة الطفولية ! الحفلات الغنائية والمسرحية والاستعراضية والترفيهية شهدت حضورا باهرا وتنظيما رائعا، باستثناء الميدل بيست الذي يجب أن يتوقف القائمون على موسم الرياض عند سلبياته لتلافيها مستقبلا، لكن بقية الحفلات شهدت انضباطا عاليا وتنظيما رائعا واستمتاعا عاليا ! ما عاب موسم الرياض هو عدم الثبات على تسعيرة واحدة، فالواجب هو الالتزام بالأسعار المعلنة منذ بداية الموسم، فتغير بعض الأسعار بالزيادة زاد من تكلفة الفعاليات على الأسر المتوسطة ومحدودة الدخل حتى بدا موسم الرياض وكأنه يستثنيهم من خطته ! أيضا لم أفهم لماذا يكون دخول «البوليفارد» بتذاكر ناهيك عن أن لا تدخل قيمتها ضمن فاتورة الإنفاق في مقاهيه ومطاعمه، فإذا كان الهدف هو التحكم بأعداد الحضور فإن هناك بدائل عديدة لفعل ذلك منها حجز تذاكر الدخول مجانا عبر الإنترنت، فلا يدخل سوى حملة التذاكر محددة العدد لكل يوم ! لكن إجمالا فإن تجربة الموسم الترفيهي الأول للرياض فاقت كل التوقعات بل إنها لامست الأحلام، وهذا يحسب لهيئة الترفيه ورئيسها تركي آل الشيخ الذي يملك وصفة نجاح سحرية عنوانها «دفع فريق عمله للإنجاز بنسبة 100%، والحصول على تعاون الجهات الأخرى بنسبة 100%» !