بعدما هللت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيراً بأنها ستضم قريباً 28 مليون طفل تراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً إلى ملايين السكان الذين تم تحصينهم باللقاحات المضادة لفايروس كوفيد-19؛ بدا أن الأمور لن تمضي كما تتصور الإدارة الأمريكية. فقد لاحظت بلومبيرغ، في تقرير أمس، أن تطعيم الصغار كشف عمق الانقسام في المجتمع الأمريكي في شأن اللقاحات. وأضافت أن الإقبال على تلقيح الصغار متزايد في المناطق الساحلية الحضرية. لكنه ضئيل جداً في عدد كبير من المناطق الأمريكية الريفية؛ حيث يشكك أولياء الأمور في جدوى تحصين صغارهم. ومع أن المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أعلنت الأسبوع الماضي أن مرض كوفيد-19 هو من بين أبرز 10 مسببات للوفاة في صفوف الأطفال من سن 5 إلى 11 عاماً؛ إلا أن أقل من ثلث عدد الآباء وأولياء الأمور هم الذين أعربوا عن لهفتهم لتطعيم صغارهم في أقرب فرصة. بينما قال ثلثهم الثاني إنهم سينتظرون ليروا تطور الأوضاع. وقال ثلث أولياء الأمور إنهم لن يخضعوا فلذات أكبادهم للتطعيم مطلقاً. وفي مسعى لتكثيف الضغوط على رافضي التطعيم بلقاحات الوباء العالمي؛ أعلنت النمسا أمس الأول أنه لن يكون مسموحاً لمن لم يخضع للتطعيم بدخول المطاعم، والفنادق، وصالونات الحلاقة، والمناسبات العامة التي يحضرها أكثر من 25 شخصاً، اعتباراً من اليوم (الإثنين). وجاء القرار بعد اجتماع عقده المستشار النمساوي الإكسندر شالنبيرغ ليل الجمعة/السبت مع مسؤولي المقاطعات، في مسعى لاتخاذ أفضل التدابير لوقف الهجمة الوبائية التي تعترض لها البلاد حالياً. وقال شالنبيرغ: إنها ببساطة مسؤوليتنا أن نحمي شعب هذه البلاد. وأشار إلى العدد المتزايد للإصابات الجديدة، والضغوط المتزايدة على الطاقة الاستيعابية لوحدات العناية المكثفة في مستشفيات النمسا. وكانت النمسا تسمح قبل هذه التدابير الجديدة لأي شخص بارتياد المطاعم، والفنادق، ودور السينما إذا كانت لديه شهادة تحصين، أو تعافى من كوفيد-19 خلال الأشهر الستة الماضية، أو يحمل نتيجة فحص سالبة. وقالت الحكومة في فيينا إن أي شخص حصل على جرعة أولى من اللقاح يستطيع خلال الأسابيع الأربعة القادمة أن يدخل تلك الأماكن إذا أبرز شهادة تطعيمه، ونتيجة فحص PCR. وبعد أربعة أسابيع لن يسمح بدخول تلك الأماكن إلا للأشخاص الذين لديهم شهادة تحصين كامل، أو من تعافوا من الإصابة بالوباء خلال الأشهر الستة الماضية. وكانت النمسا أعلنت السبت تسجيل 9923 إصابة جديدة. وخلال الأسبوع الماضي ارتفع معدل الإصابة في النمسا من 317 شخصاً من كل 100 ألف شخص إلى 522 شخصاً من كل 100 ألف من السكان. وحذر المستشار شالنبيرغ من أنه إذا استنفدت المستشفيات ثلث طاقتها الاستيعابية من الأسرّة فهو سيضطر إلى فرض الإغلاق، خصوصاً في المناطق ذات الكثافة العالية من غير المحصنين. وتشير الإحصاءات الحكومية إلى أن النمسا قامت بتطعيم 66.7% من سكانها بجرعة أولى على الأقل، فيما تم تحصين 64.5% بالكامل. وفي سنغافورة، حيث تم تحصين 85% من سكان هذه الجزيرة-الدولة؛ أعلنت وزارة الصحة أمس أن نسبة شغل أسرّة وحدات العناية المكثفة ارتفعت إلى 72.8%. وأوضحت أن عدد المرضى الذين يعيشون قيد أجهزة التنفس الاصطناعي ارتفع إلى 74 شخصاً. وهو أكبر عدد من هذه الشاكلة خلال الهجمة الفايروسية الراهنة. وأضافت أن 65 مريضاً يخضعون للمراقبة في العناية المكثفة. وأضافت الوزارة أنها سجلت 3033 حالة جديدة، و12 وفاة إضافية، جميعهم أشخاص تجاوزت أعمارهم 60 عاماً، ويعانون أمراضاً مزمنة. في ملبورن: وجبتك بالمطعم على حساب الحكومة ! أشارت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية أمس إلى أن مظاهرات صاخبة اندلعت في أحياء سيدني الغربية أمس (الأحد)، احتجاجاً على فرض إلزامية الخضوع للقاحات المضادة لوباء كوفيد-19. ويبدأ تخفيف القيود الصحية في سيدني- عاصمة مقطعة ينيو ساوث ويلز- اعتباراً من اليوم (الإثنين) بالنسبة إلى الأشخاص المحصنين بجرعتي اللقاحات. ونقلت الصحيفة عن مسؤولي في شرطة سيدني قوله إن المظاهرات مرت في سلام، على رغم أن عدداً من رافضي اللقاحات تصدروها. وحملوا لافتات تقول إحداها: «جسمك... اختيارك». وفي ملبورن، عاصمة مقاطعة فكتوريا المجاورة، أعلنت حكومة المقاطعة أنها قررت تخصيص 150 دولارا أستراليا، في شكل قسائم، لأي شخص محصن باللقاحات يرغب في تناول وجبة في أي مطعم في ملبورن. وأشارت إلى أن ذلك جزء من 44 مليون دولار أسترالي خصصتها لهذا الغرض، في مسعى لمساعدة المطاعم على التعافي من الخسائر التي نجمت عن فترة الإغلاق المطول بسبب تفشي الفايروس. وذكرت حكومة فكتوريا أن أي شخص يتناول وجبة في مطعم ستتحمل حكومة المقاطعة 30% من فاتورته اعتباراً من اليوم (الإثنين).