نعت أوساط ثقافية عربية ومحلية «رُبّان» الكتابة الساخرة أستاذ الأجيال علي بن محمد العمير، الذي وافته المنيّة مساء أمس (الجمعة) في مدينة جدة، ليجدد العمير باستعجاله الرحيل لوعة شمس الوطن، التي اعتادت مصافحته لها كل صباح، بالكتابة على ضوئها مُهذّباً الهاجرة بما يبرد به قلوب قرائه في زاويته العكاظية «تحت الشمس». وتتعذر الكتابة عن فقيه الأدباء، وأديب الفقهاء علي العمير بصيغة الماضي، إذ جمع من الثقافة والمعرفة، والصداقات، ما يجعله حياً لأزمنة لاحقة، وإن تعذّر اللقاء مجدداً ب«جاحظ جدة» فإن تراثه من المؤلفات، يعزز حضوره في ذاكرة أجيال، ويرفدها بسيرة ومسيرة الثقافة السعودية. تلقى الراحل علومه الأولية في حلقة عبدالله القرعاوي، وتتلمذ على يدي ناصر خلوفه، والتحق بشيخه حافظ بن أحمد الحكمي، ودرس على يديه الفقه وأصوله والحديث والتفسير والفرائض وعلوم اللغة العربية. وبافتتاح المعهد العلمي في صامطة ألحقه حافظ الحكمي من بين قلة من تلاميذه بالمرحلة الثانوية مباشرة ولم يدرس المرحلة المتوسطة التي كانت تسمى «التمهيدية»، وبحصوله على الشهادة الثانوية من المعهد العلمي بدأ حياته العملية كاتب ضبط في محكمة الموسّم (إحدى القرى الحدودية في منطقة جازان). أسس مدرسة الكتابة الساخرة، وتولى مهمات صحفية بدءاً من الجزيرة، ومهمات عمل في وزارة المواصلات، وسكرتارية تحرير صحف، وافتتح دار العمير للنشر، وله من المؤلفات، «سنابل الشعر» و«لفح اللهب في النقد والأدب» و«معركتان أدبيتان مع العقيلي وطبانة» و«مناوشات أدبية» و«أدب وأدباء» و«حصاد الكتب» و«الوخزات في الأدب الساخر» و«ركض الخاطر» و«تحت الشمس» و«مناقرات صحفية» و«بداياتي مع الصحافة والأدب» وكانت آخر زواياه «تحت الشمس» في صحيفة «عكاظ».