سؤالٌ أوجهه إلى كُتاب الصحف.. إلى الأدباء.. إلى وزارة الإعلام: هل مازلنا نذكر زميلنا الكاتب الأديب علي محمد العمير؟ فإن كنا نذكره، فهل وقف أحدُنا إلى جانبه في محنته؟ العمير لمن نسيه، هو أحد أعلام النقد الأدبي العربي.. وهو الذي قاد الصولات والجولات الأدبية ابتداءً من قريته بأقصى الجنوب من منطقة جازان، وصولاً إلى بيروت مروراً بالقاهرة، وغيرها من العواصم العربية.. هو صاحب كتاب “الوخزات من الأدب الساخر” الذي قال فيه قبل ستين عاماً تقريباً “هذا الكتاب مصدر اعتزازي.. ذلك أنه يمثل نهجي خير تمثيل، وهو الميل الشديد إلى الكتابة الساخرة التي أحاول من خلالها انتزاع ابتسامة من القارئ، لإدراكي مدى المعاناة النفسية التي يعيشها معظم القراء كنتيجة حتمية للصراع الشديد في زحمة الحياة الحديثة، وضغوطاتها المتناهية”.. وهو صاحب كتاب “لفح اللهب في النقد والأدب” وكتاب “مناوشات أدبية” وكتاب “سنابل الشعر” وغيرها من الثراء الأدبي. هو الذي كتب في الجزيرة والبلاد والمدينة والرياض وعكاظ والشرق الأوسط والمجلة العربية والمنهل والفيصل واليمامة واقرأ، وغيرها من المجلات والصحف. قدّم للمكتبة العربية تراثاً زاخراً بالمعارك الأدبية مع عمالقة عصره في المملكة والعالم العربي، وهذا ما جعلني أتساءل: هل مازال زملاؤه يذكرونه، أم نسيته الصحافة وزوايا الكتاب، وأروقة المحافل والمؤتمرات الأدبية؟ إن خير من يستطيع الوقوف إلى جانبه، صاحب الأيادي الأدبية البيضاء، معالي الأخ الدكتور عبدالعزيز خوجة. آخر ما سمعته عن العمير قوله: دخلت الصحافة من نافذة الأدب، وأعطيتها أكثر مما أخذت منها ولا فخر.